فانظر كيف تَأَدَّبَ أبو عبد الله الذهبي, وذكر جلالة الأئمة المتبوعين في الإسلام, وَنَصَّ على أن ذكرهم في كتب الجرح والتعديل لا يضرهم عند الله, ولا عند الناس. وهكذا فليكن ذكر العالم لمن هو أعلم منه؛ بأدب, وتواضع, وتعظيم, وتوقير, جعلنا الله ممن عرف قدر الأئمة, وعصمنا من مخالفة إجماع الأئمة.

وبهذه الجملة تم كشف عوار هاتين الشُّبْهَتَيْنِ الضَّعِيفَتَيْنِ في علم إمام أكثر أهل الإسلام, الذي أجمع على إمامته العلماء الأعلام. وقد أحببت التقرب إلى الله تعالى, والتشرف بخدمة مناقبه العزيزة, والذب عن معارفه الغزيرة, بذكر هذه الأحرف الحقيرة اليسيرة, ولم أقصد التعريف بمجهول من فضائله, ولا الرفع لمخفوض من مناقبه, فهو من ذلك أرفع مكانًا, وَأَجَلَّ شَأْنًا.

وَالشَّمْسُ فِي صَادِعِ أَنْوَارِهَا ... غَنِيَّةٌ عَنْ صِفَةِ الوَاصِفِ

انتهى كلام ابن الوزير بطوله، وفيه وفي ما تقدم من نصوص الأئمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015