بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن السلوك الصحيح وتزكية النفوس من أعظم أمور الدين، وأجل خصاله، حيث اهتم سلفنا الصالح بالسلوك الشرعي علماً وعملاً، فالسلوك الظاهر ملازم للإيمان الباطن، وصلاح الظاهر ناشئ عن صلاح الباطن، وكذا العكس.

ومع شدة الحاجة إلى فقه السلوك علماً وعملاً، فإننا قد لا نجد كتابات معاصرة تعالج الجانب السلوكي من خلال منهج أهل السنة، إضافة إلى كثرة المخالفات والانحرافات للسلوك السوي من قبل أعداد كبيرة من أهل السنة، فضلاً عن غيرهم.

ولأجل ذلك رغبت أن أسهم في خدمة هذا الجانب، فيسر الله تعالى بمنه وتوفيقه جمع هذا الكتاب وإعداده.

ويتضمن هذا الكتاب قسمين، أحدهما: معالم في السلوك وتزكية النفوس، وهو عبارة عن لمحات في منهج السلف في تقرير السلوك.

ولما كان السلوك – عند السلف – يعد إيماناً وديناً، فإننا نراهم يفردونه بكتب مستقلة، بل ويوردون الجوانب السلوكية ضمن كتب العقيدة، لأن السلوك وما يتعلق بالصفات الأخلاقية من شعب الإيمان وخصاله، فلا نتفك عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015