ثمَّ إِن الْفَقِيه عِيسَى ندب شخصا من أَصْحَابه للتجسس على عَسْكَر البهلوان وتصفح الْأَحْوَال فَلَمَّا توَسط عسكره نذروا بِهِ فَادّعى أَنه رَسُول من صَاحبه الْفَقِيه عِيسَى رَسُول السُّلْطَان فطلبوا مِنْهُ حِينَئِذٍ وُصُول الْفَقِيه عِيسَى إِلَيْهِم فكاتبه بذلك فَأرْسل الْفَقِيه عِيسَى كِتَابه إِلَى السُّلْطَان يعرفهُ صُورَة الْحَال فَكتب السُّلْطَان إِلَى البهلوان بإرسال الْفَقِيه عِيسَى إِلَيْهِ فَتوجه الْفَقِيه عِيسَى حِينَئِذٍ إِلَى البهلوان فَأكْرمه إِكْرَاما عَظِيما فشرع الْفَقِيه عِيسَى بالصلاح وَفتح أَبْوَاب الاستعطاف والاستمالة فِيمَا بَين الفئتين وَرجع وَفِي صحبته رَسُول البهلوان إِلَى السُّلْطَان فأكرمهم وأجزل لَهُم من عطائه وَرَجَعُوا موفوري الْحَظ من جَانِبه وَرَأى أَن الْأَمر يَتَطَاوَل فَأَخَّرَهُ إِلَى حِين انتهاز فرْصَة الْإِمْكَان

ذكر وُصُول رسل السُّلْطَان إِلَيْنَا إِلَى مصر والبشارة لنا بِفَتْح ميافارقين

وَلما فتح السُّلْطَان ميافارقين واستلوى على ممالكها أرسل نجابين بكتابه إِلَى وَالِدي الْملك الظفر وَكَانَ حِينَئِذٍ صَاحب مصر والمستولى على ممالكها يخبرنا بِمَا من الله تَعَالَى عَلَيْهِ من فتح ميافارقين فشرعنا حِينَئِذٍ بتزيين البلدين الْقَاهِرَة ومصر وَأَرْسَلْنَا رسلنَا إِلَى جَمِيع الْبِلَاد المصرية بذلك وَضربت البشائر فِي جَمِيع الْأَمَاكِن وسررنا بِمَا من الله تَعَالَى عَلَيْهِ من النَّصْر وَالظفر وخلع على المبشرين لَهُ بذلك ووفر عطيتهم وشرفهم

ذكر رحيل السُّلْطَان من شاطئ قرامان وتوجهه إِلَى الْموصل

وَذَلِكَ فِي شهر رَجَب من السّنة الْمَذْكُورَة فَكَانَ وُصُوله إِلَى نَصِيبين فَنزل بهَا أَيَّامًا حَتَّى تَكَامل وُصُول العساكر إِلَيْهِ وَذَلِكَ فِي آخر الشَّهْر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015