استصحب منجنيقات ودبابات وأخشابا لعمل البرج مهيبات ووقد الظهيرة يُؤثر فِيهَا ويشق أَيْضا لبس الدروع على مستلميها فَلم يبْق إِلَّا الْمقَام بنية المطاولة والمصابرة والتمهل إِلَى أَن يطيب الزَّمَان ويتيسر إِمْكَان المحاصرة فتوطن عزمه على التوطن وَأقَام بنية التثبت وَقُوَّة التَّمَكُّن وأقطع الْبِلَاد والولايات وَولى الإقطاعات وخيمت العساكر المنصورة بشرقي الْموصل وغربيها فضيقت خناقها وملأت بنجوم الأسنة أفاقها وتصرفت فِي أَعمالهَا وَتَفَرَّقَتْ فِي سهولها وجبالها

وَمِنْه

ورأينا أَن مقامنا بِغَيْر شغل فأفكرنا فِي أَمر يقوم مقَام الْحصار سهل وَهُوَ أَنا وجدنَا المَاء فِي أَوَان نقصانه وَأَنه إِذا سد وحول فَهَذَا زمَان إِمْكَانه فَرَكبْنَا وشاهدنا مَوضِع التَّحْوِيل وأيقنا من الله تَعَالَى بنجح التأميل وَذكر المهندسون أهل الْخِبْرَة أَنه يسهل تَحْويل دجلة الْموصل عَنْهَا بِحَيْثُ يبعد مستقى المَاء مِنْهَا فَحِينَئِذٍ يضْطَر أَهلهَا إِلَى تَسْلِيمهَا بِغَيْر قتال وَلَا حُصُول ضَرَر فِي تضييق وَلَا نزال واستدعى لذَلِك الْآلَات واشتغل بِجمع صناع وَرِجَال

وأصدر أَيْضا كتابا إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز بِمُقْتَضى ذَلِك

رَجعْنَا إِلَى إتْمَام الحَدِيث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015