النبوية تجسيد حي للتاريخ الإسلامي المجيد في عصر النبوة، من الناحية العملية؛ لأن حوادثها ارتبطت بشخصه الكريم صلى الله عليه وسلم في كل جوانب حياته العملية والفكرية والنفسية والاجتماعية، حتى الإنسانية (?) .

فعلم السيرة النبوية من أشرف العلوم وأعزها وأسناها هدفاً ومطلباً، بها يعرف المسلم أحوال دينه، ونبيه صلى الله عليه وسلم، وما شَرَّفه المولى عز وجل من أصل كريم، ثم ما أكرمه به من اختياره للوحي والرسالة، وحمل عبء الدعوة الكاملة.

ثم ما قام به من بذل الجهود المتواصلة، وما عاناه من البلاء والمحن في هذا السبيل، وما حظي به صلى الله عليه وسلم من نصرة الله وتأييده بجنود غيبية، وملائكة كرام بررة، وتوجيه الأسباب له، وإنزال البركات، وخوارق العادات (?) .

إن التاريخ لم يتحدث عن سيرة أحدٍ وصفاته، ولا عن أطوار حياة إنسان ومنهجه مثلما تحدث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما هذا إلا لأنه جاء بالرسالة الجامعة، والدين الخاتم، فنسخ ما قبله، ولاشيء بعده.

لقد انقطع بعده حديث السماء إلى الأرض، فكان خليقاً به أن يكون طرازاً من البشرية النقية الصرفة التي تعطي البشر القدوة والمثالية في الاستقامة على النهج الواضح، وجادة السواء، وسبيل التوحيد (?) .

إن الواقع اليوم وفي ظل الإمكانات الهائلة التي وفرها عصر المعلوماتية عبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015