صوب المدينة، التي جاءت من بلادها عاقدة النية استئصال هذا الدين الحنيف الذي أصبح يهدد كيانهم ويبدد أصنامهم.

وقد أشار عليه سلمان الفارسي1 –رضي الله عنه- بحفر الخندق وذلك لإقتناعه بأنها خطة عظيمة جيدة في هذا الظرف الخطير؛ والوقت القصير؛ ولأنها قد نفذت في بلاد فارس ونفعت.

واقتنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الرأي السديد، وسارع إلى تنفيذه، وسارع أصحابه –رضي الله عنهم- في هذا العمل العظيم، وأنجزوه في مدة وجيزة2 حيث لا تستطيع الآلات الحديثة في هذا العصر المتطور مادياً أن تفعل فعلهم إذا أخذنا في الحسبان أنهم حفروا من طرف الحرة الغربية3 الشرقي إلى طرف الحرة الشرقية4 الغربي.

علماً بأن الحفر واسع وعميق بحيث لم تستطع الخيل اقتحامه مما يدل دلالة واضحة على عِظمه واتساعه، وما ذلك إلا بقدرة الله وقوته وتوفيقه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015