التمهيد الأول: الدين والكنيسة نبذة تاريخية

أولا: تحريف الدين

لم تعرف أوروبا قط دين الله المنزل على حقيقته الربانية.

إنما عرفت صورة محرفة من صنع الكنيسة الأوروبية لا صلة لها بالأصل المنزل، الذي أرسل المسيح ليبلغه لبني إسرائيل: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} 1.

وإذا استثنينا أفرادا قلائل، متناثرين على طول التاريخ المسيحي من بعثة عيسى عليه السلام إلى بعثة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فإن الجماهير الأوروبية ظلت تستقي دينها من رجال الدين من البابوات والكرادلة، ومن المجامع المقدسة وشراح الأناجيل المحرفة، وتعتبرهم مرجعا لا يرقى إليه الشك ولا يجوز أن يناقش! فاتخذوهم -على الحقيقة لا على المجاز- أربابا من دون الله.

{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015