مكارم أخلاق الرسول - صلى الله عليه وسلم -

يا مَن له الأخلاق ما تهوى العُلا ... منها وما يتعَشَّق الكُبَراء

لو لَم تُقِمْ دِينًا لقامَت وحدَها ... دينًا يُضيء بنوره الآناء

زانتك في الخلُق العظيم شمائلٌ ... يُغرَى بهن ويُولَعُ الكرَماء

وإذا سخوتَ بلغتَ بالجود المَدى ... وفعلتَ ما لا تفعل (الكرَماء)

وإذا عفوتَ فقادرًا ومقدَّرًا ... لا يَستهينُ بعفوك الجُهلاء

وإذا رَحِمتَ فأنت أمٌّ أو أبٌ ... هذانِ في الدنيا هُما الرُّحَماء

وإذا غضِبتَ فإنما هي غَضبة ... في الحق لا ضِغْنٌ ولا بغضاء

وإذا رضيتَ ففي مرضاته ... ورضى الكثير تَحلُّمٌ ورِياء

وإذا خطبتَ فلِلمنابر هِزةٌ ... تعرو النَّدِيَّ وللقلوب بُكاء

وإذا قضيتَ فلا ارتيابَ كأنما ... جاء الخصومَ من السماءَ قضاءُ

وإذا أخذتَ العهدَ أو أعطيتَه ... فجميعُ عهدِك ذِمَّة ووفاء

بك يا ابْنَ عبد الله قامتْ سمحةٌ ... بالحق مِن مِلل الهُدى غرَّاء

بُنِيتْ على التوحيدِ وهي حقيقة ... نادى بها (الحكماء والعقلاء)

الله فوق الخلقِ فيها وَحده ... والناسُ تحت لِوائها أكفاء

والدين يُسرٌ والخلافة بَيعة ... والأمرُ شورى والحقوقُ قضاءُ

أنصفتَ أهلَ الفقر مِن أهل الغنى ... فالكلُّ في حق الحياة سواء

ظلموا شريعتَك التي نِلنا بها ... ما لَم يَنَل في رُومة الفقهاء

صَلى عليك الله ما صَحِب الدُّجى ... حادٍ وحنَّتْ بالفلا وَجناء

"من ديوان الشاعر أحمد شوقي"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015