فَلِكَيفَ يُفْلحُ عَابِدٌ وعِظَامُهُ ... نَشَأَتْ عَلَى السُّحْتِ الحَرَامِ وَلَحْمُهُ

هذا الذي وَعَدَ النَّبِيُ المُصْطَفَى ... بظُهُورِهِ وَعْدًا تَوثقَ حَتْمُهُ

هذا لعَمْرُ إِلهِكَ الزَّمن الذِي ... تَبدُو جَهَالَتُهُ وَيُرْفَعُ عِلْمُهُ

هذا الزمانُ الآخِرُ الكَدِرُ الذِي ... تَزْدَادَ شِرَّتُهُ ويَنْقُصُ حِلْمُهُ

وَهَتِ الأَمَانَةُ فِيهِ وانْفَصَمَتْ عُرَى التَ ... ـقْوَى بِهِ والبِرُّ أَدْبَرَ نَجْمُهُ

كَثُرَ الرِّيَا وَفَشَا الزِّنَا ونَمَا الخَنَا ... وَرَمَي الهَوَى فيهِ فَأَقْصد سَهْمُهُ

لَمْ يَبْقَ إِلا ظالِمٌ هُوَ مُرْتَشٍ ... أَو حَاكِمٌ تَخْشَى الرِّعيَّةُ ظُلْمَهُ

وَالصَّالِحُونَ عَلَى الذهَابِ تَتَابَعُوا ... فَكَأَنَّهُم عِقْدٌ تَنَاثَرَ نَظْمُهُ

لَمْ يَبْقَ إِلا رَاغِبٌ هو مُظْهِرٌ ... لِلزُّهِد والدُنْيَا الدَّنِيَّةِ هَمُّهُ

لَولاَ بَقَايَا سُنَّةٍ ورِجَالِهَا ... لَمْ يَبْقَ نَهْجٌ وَاضِحٌ نأَتَّمُهُ

يَا مُقْبِلا في جَمْعِ دُنْيَاً أَدْبَرَتْ ... كَبِنَاءٍ اسْتَولَى عَلَيهِ هَدْمُهُ

هَذِي أَمَاراتُ القِيَامَةِ قَدْ بَدَتْ ... لِمُبَصَّر سَبَقَ العَوَاقَبَ فَهْمُهُ

ظَهَرَتْ طُغَاتُ التُركِ وَاجتَاحُوا الوَرَى ... وأبادَهُم هَرْجٌ شَدِيدٌ حَطْمُهُ

وَالشمس آنَ طُلُوعها مِن غَرْبِهَا ... وخُرُوجُ دَجَّالٍ فظيعٍ غَشْمُهُ

وآنَ لِيَأْجُوج الخُرُوجُ عَقيبَهُ ... مِنْ خَلْفِ سَدٍّ سَوفَ يُفْتَحُ رَدْمُهُ

فاعْمَلَ لِيَومِ لا مَرَدَّ لِوَقْعِهِ ... يُقْصِي الوَلِيدَ بِهِ أبُوهُ وَأُمُّهُ

آخر:

دع الدنيا لطالبها

دَعِ الدُنْيَا لِطَالِبهَا ... لِتَسْلَم مِن مَعَاطِبْهَا

ولا يَغْرُرْكَ عَاجِلهَا ... وفَكِّرْ في عَوَاقِبْهَا

إِنَّ سِهَامَ افتهَا ... مَشُوبةٌ في أطايِبْهَا

إنَّ بَرَيقَ دِرْهَمهَا ... لأَفْتَكُ مِن عَقَارِبْها

كُنْ مُتَدَرِّعَ التَقوى ... تَحَصَّنُ مِن قَوضِبْهَا

إنَّ سِهَامَ فِتْنَتهَا ... لَتَرْشُقْ مِن جَوَانِبْهَا

تُبِيحكَ في مَحَاسِنهَا ... لِتَذْهَلَ عَن مَعَايِبْهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015