وقال أيضًا في مرضه الذي مات فيه:

إلهي لا تعذبني فإني

إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي ... مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

وَما لي حيلَةٌ إِلّا رَجائي ... وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي

فَكَم مِن زِلَّةٍ لي في البَرايا ... وَأَنتَ عَلَيَّ ذو فَضلٍ وَمَنِّ

إِذا فَكَّرتُ في نَدَمي عَلَيها ... عَضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي

يَظُنُّ الناسُ بي خَيرًا وَإِنّي ... لَشَرُّ الناسِ إِن لَم تَعفُ عَنّي

أُجَنُّ بِزَهْرَةِ الدُّنْيا جُنونًا ... وأُفْني الْعُمْرَ فيها بِالتَّمَنِّي

وَبَينَ يَدَيَّ مُحْتَبَسٌ طَوِيلٌ ... كأَنّي قَدْ دُعِيتُ لَهُ كأَنّي

وَلَو أنِّي صَدَقْتُ الزُّهْدَ فيها ... قَلَبْتُ لأَهْلِها ظَهْرَ الْمِجَنِّ

آخر:

نهنه دموعك كل حي فان

نَهْنِهْ دُمُوعَكَ كُلُّ حَيٍّ فَانِ ... واصبْرْ لِقَرْع نَوائِبِ الحَدَثَانِ

يا دَارِيَ الحَقَّ الَّتي لَمْ أبْنِهَا ... فِيمَا أشَيِّدُهُ مِن البُنْيَانِ

كَيفَ العَزاءُ ولا مَحَالَةَ إنَّنِي ... يَومًا إليكَ مُشَيّعٌ إخْوَانِي

نَعْشًا يُكفْكِفُهُ الرِجَالُ وفَوقهُ ... جَسَدٌ يُبَاعُ بأوكَسِ الأَثمانِ

لَولا الإِلهُ وأنَّ قَلْبِي مُؤمِنٌ ... والله غَيرُ مُضَيِّعٌ إيمَانِ

لَضَنَنْتُ أو أيقَنْتُ عِنْدَ مَنِيِّتِي ... أنِّ المَصِيرَ إلى مَحَلِّ هَوَانِ

فَبِنُورِ وَجْهِكَ يا إلهَ مَرْحَمٍ ... زَحْزِحْ إليكَ عَن السَّعِيرِ مَكَانِي

وامْنُنْ عَلَيَّ بتَوبَةٍ ترْضَى بِهَا ... يَا ذَا العُلَى والمَنِّ والإِحْسَانِ

آخر:

أين من كان قبلنا أين أينا

أينَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا أينَ أينَا ... مِنْ أُنَاسِ كانُوا جَمالا وزَينَا

إنَّ دَهْرًا أتَى عَليهِم فأفْنَى ... مِنْهُمُ الجَمْعَ سَوفَ يأتِي عَليِنَا

خَدَعَتْنَا الآمَالُ حَتَّى طَلَبْنَا ... وجَمَعْنَا لِغَيرِنَا وسَعَينَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015