وَلِي حَزَنٌ يَزْدَادُ في كُلِّ لَحْظَةٍ ... وَدَمْعُ جُفُونِيْ لِلْبُكَاءِ يُسَابِقُ ...

فَإِنْ يَغْفِرْ المضوْلَة الذي قَدْ أَتَيْتُه ... فَذَاكَ الرَّجَا وَالظَّنُ حِيْنًا يُوافِقُ

«عَلاَمةُ ما يُولِيْ مِن الفَضْل إنْ أَنَا ... هَجَرْتُ الدُنَا أَوْ قُلْتُ إِنَّكِ طَالِقُ»

«وَأَقْبَلْتُ في تَصْلِيْحِ أَخْرَايَ مُدْلِجًا ... أحَاسِبُ نَفْسِيْ كُلَّ مَا ذَرَّ شَارِقُ»

شِعْرَاً: هَذِهِ قَصِيْدَةٌ مَمْلُوءْةُ حِكَمًا رَائِعَةً لاَّ يَسْتَغْنِي عَنْهَا اللَّبِيْبُ:

أحسن جنى الحمد تغنم لذة العمر

أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ ... وَذَاكَ في بَاهِرِ الأَخْلاَقِ والسِّيَرِ

هَمُّ الفَتَى المَاجِدِ الغِطْرَيْفِ مَكْرُمَةٌ ... يَضُوْعُ نَادِيْ المَلاَ مِنْ نَشْرِهَا العَطِرِ

وَحِلْيَةُ المَرْءِ في كَسْبِ المَحَامِدِ لاَ ... في نَظمِ عِقْدٍ مِنَ العِقْيَانِ والدُّرَرِ

تَكْسُوْ المَحَامِدُ وَجْهَ المَرْءِ بَهْجَتَهَا ... كَمَا اكْتَسَى الزّهْرُ زَهْرَ الرَّوْضِ بالمَطَرِ

يُخَلِّدُ الذِّكْرُ حَمْدًا طَابَ مَنْشَؤُهُ ... وَلَيْسَ يَمْحُو المَزَايَا سَالِفُ العَصِرِ

تَمَيَّزَ النَّاسُ بالفَضْلِ المُبِيْنِ كَمَا ... تَمَيَّزّوْا بَيْنَهُمْ في خِلْقَةِ الصُّوَرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015