يَا غافلاً عنْ صُروفِ الدَّهْرِ في سِنَةٍ ... والدَهْرُ يُوقِظُ بالآياتِ والعِبَر

كَمْ ذَا تَنَامُ وَعَينُ الدَّهْرِ سَاهِرَةٌ ... لَهُ حَوَادِثُ في الغُدْوَاتِ والبُكَر

لا تَأْمن الدَّهْرَ وأحذَرْ مِن تَقَلُّبِهِ ... فَشِيمَةُ الدَّهْرِ شَوبُ الصَّفْوِ بالكَدَر

وارغَبْ بِنَفْسِكَ عَمَّا سَوفَ تُدْرِكُه ... فِعْل اللبِيبِ أخِي التَّحْقِيقِ والنَّظَر

ماذَا يَغرُّكَ مِن دارِ الفَنَاءِ ومِنْ ... عُمْر يَمُرُّ كَمِثْلِ اللَّمْحِ بالبَصَر

فامْهَدْ لِنَفْسِكَ فالساعاتُ فَانيَةٌ ... والعُمْرُ مُنْتَقَصٌ والمَوتُ في الأَثَر

آخر:

وكيف قرت لأهل العلم أعينهم

وَكَيفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلمِ أَعْيُنُهم ... أَو اسْتَلَذَوا لَذيذَ النَومِ أَو هَجَعَوا

والْمَوتُ يُنْذِرُهُم جَهْرًا عَلانِيَةً ... لَو كانَ لِلقومِ أَسْمَاعٌ لَقد سَمِعُوا

والنارُ ضاحِيَةٌ لا بُدَّ مَورِدُهُمْ ... ولَيسَ يَدْرُونَ مَن يَنْجُو وَمَنْ يَقَعُ

قَدْ أَمْسَتْ الطَّيرُ وَالأَنعامُ آمِنةً ... والنّونُ في البَحرِ لا يُخْشَى لهَا فَزَعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015