وهذا أمر له أهميته، ينبغي التنويه به، وهو أن أولئك الصبية السفهاء كانوا يطلقون على أنفسهم- فيما بلغني- أنهم (سلفيون) ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا- وإطلاقهم هذا الاسم على أنفسهم لا يخرج من أحد أمرين:

1- إما أنهم لا يعرفون المفهوم الصحيح للسلفية، فيكون إطلاقهم ذلك الاسم نتيجة جهل قد يكون مركبا.

2- وإما أنهم أرادوا المغالطة والتضليل، فيكون الإطلاق نتيجة سوء قصد لتشويه هذا الاسم الحبيب الذي يعنى الرعيل الأول في هذه الأمة ومن سلك مسلكهم.

فليعلم القارئ الكريم أن الجهيمانيين ليسوا (بسلفيين) ، وليسوا أهلا للدعوة ولكنهم (متسلفون) ومدعون السلفية، وزاعمون الدعوة إلى الإسلام، وهم بعيدون عن الإسلام ذاته فضلا عن الدعوة إليه.

هذا وإذا نظرنا إلى الحادث الأثيم بعين القدر يمكن القول: لعل الله أراد أن يفضح أولئك المتهورين المجرمين على رؤوس الأشهاد، إذ كان اقتحامهم المسجد الحرام في الوقت الذي يتواجد فيه حجاج بيت الله الحرام بأعداد كثيرة حيث استطاعوا أن ينقلوا أخبارهم وتصرفاتهم الجاهلية إلى أقطار الدنيا عن مشاهدة لا بواسطة مذياع أو.. صحف.. هذه من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن الشيطان زين لهم أن يقتحموا المسجد الحرام بأعداد هائلة، وكأن الشطان، وعدهم بالنصر وقال لهم: {وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} ولما تورطوا وأحاط بهم جنود الحق وحماة البلد الحرام (الجيش السعودي) تبرأ منهم، وكأني به وهو يقول لهم: {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ} كعادته المعروفة، في تغرير البسطاء، وتوريطهم، ثم البراءة منهم في آخر المطاف - نعم لعل الله أراد أن يفضحهم، ثم ينتهي شرهم، وتنطفئ فتنتهم بتلك الصورة التي تم بها القضاء عليهم، والله عليم حكيم، وله الحمد والمنة وحده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015