إن كبائر الإثم والفواحش والتي ما ظهرت في أمة إلا دمرتها، وقضت على طهرها وصفائها، وبالتالي على وجودها بالمرة، قد ارتكبت بين أمة الإسلام بصورة هائلة، مفزعة مخيفة، فالربا وهو من أكبرها قد أصبح مباحاً تتعاطاه الحكومات والمؤسسات وحتى الأفراد تجاراً وموظفين على حد سواء، والزنى وهو من أعظم الفواحش قد انتشر، وظهر بين المسلمين بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ هذا الأمة، نتيجة لتهيئة وسائله، وإتاحة الفرص لطالبه، وذلك بإشاعة الأغاني في بيوت المسلمين، وعرض صور النساء المومسات، وصور الزناة من الرجال على شاشة السينمات والتلفزات، والسماح للنساء وبالسفور والتبرج الجاهلي في الأسواق والشوارع، ودور العمل وما إليها من المدارس والجامعات.

الأمر الذي دفع برجال الأمة ونسائها إلى التكالب على فاحشة الزنى، حتى أصبحت السلامة من هذه الفاحشة نادرة جداً بين شباب هذه الأمة وشاباتها.

وككبيرة الربا وفاحشة الزنى الظلم والجور والقمار والتلصص، والسرقة، وقتل النفس، والرشوة، في الأحكام والمعاملات، كل هذه مرتكبة معمول بها على مرأى ومسمع من كل المسلمين، ولا قلب يحزن، ولا نفس تخاف، ألا فلتعرف هذا الجماعات الإسلامية، وليبينوا بناء دعوتهم الإصلاحية لا يجاد المجتمع الإسلامي، وإقامة الحكم الإسلامي فيه على أساسه والذي هو اعتراف بواقع مر وجد أليم.

الثاني:

إن البعد الثاني من الأبعاد الثلاثة التي يتكون منها طريق الوصول إلى إيجاد المجتمع الإسلامي وإقامة الحكم الإسلامي فيه هو العمل الإصلاحي على أساس الاعتراف بواقع الأمة الإسلامية اليوم وعدم تجاهله، وهو واقع مر، وجد مؤلم كما أسلفنا.

وهو أي العمل على أساس الاعتراف بالواقع يتطلب الإخلاص في العمل، والصبر عليه، والحلم والأناة فيه، والحكمة، والعلم، والتنظيم في كل ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015