وبعد خفت حدة المعركة قليلا، بانتصار موقوت للمصطلحات الجاهلية الحديثة، فعلى رجال الفكر الإسلامي أن يراجعوا أنفسهم، وينظروا فيما قدموا، ويتأملوا كثيرا فيما حدث ويدفعوا بالمصطلحات القرآنية للناس من جديد، محددة واضحة متميزة، مقارنة مع مصطلحات الجاهلية مع بيان الفروق الكبيرة، وتحطيم الجسور المقامة، ووضع الناس أمام احتمالين لا ثالث لهما: إما الإسلام وإما الجاهلية، {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} ومن ثم.. تستبين سبيل المؤمنين.

وإذا ما حاولنا تبيّن بعض هذه المصطلحات التي اقتحمت علينا أسوارنا وغدت مدار حياتنا وحاولنا تفهمها وإدراكها، وعقدنا مقارنة بينها وبين مصطلحاتنا القرآنية، فإننا نجد الفروق الشاسعة التي ليست هي في الواقع إلا فروقا بين ثقافتين ودينين، وحضارتين أي بين إسلام وجاهلية.

مصطلح الوطنية:

نأخذ على سبيل المثال: مصطلح (الوطنية) و (الوطن) و (المواطن) و (الوطني) ، والذي لم يفطن له أحد فيما أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015