على قدر مبلغ علمي، أظن أن لا وسيلة لاستتباب سلم أبدي عام إلا بتجربة المسيحية، فقد جربت جميع الوسائل إلا هذه فلم يفكر فيها أحد، وكانت نتيجة جميع تلك التجاريب الخيبة، وكان مآلها الفشل، فلماذا لا نجعل المسيحية سبيلاً من سبل التجربة، ونضعها تحت الاختبار.

رأي سير كونان دويل

لا أرى سبيلاً ميسورة، ولا أجد طريقة معبدة، وأود لو أنني استطعت، وليتني أجد، أن عصبة من الأمم ننضم إليها ستحدث عصبة أخرى من الأمم تضادها وترى غير ما ترى الأولى، ومن هذا تعود الحرب إلى الدنيا.

رأي اللورد أولفرهولم

من كبار المهندسين

في رأيي أنه لا إبطال التسليح العام ولا عصبة الأمم ولا احتكار الحكومات عمل الذخائر ولا إلغاء الجيوش الحاضرة ولا إبطال التجنيد، ولا وسيلة أخرى من تلك الوسائل التي فكر الناس فيها لإحداث سلم عام في الأرض، تساوي جميعاً ثمن المداد الذي كتبت به في الورق.

فنحن الآن نعيش في حياة وتطور غريب في الطبيعة البشرية من شأنه أن لا يعبأ بالمحالفات. ولا يكترث بالمعاهدات، ولا يعتد بالقوانين والشرائع، إذن فما الجدوى اليوم من البحث في إنشاء عصبة أمم، ومحالفات عديدة، والإكثار من وضع المعاهدات. ونحن رأينا أن المعاهدات السابقة لم تعتبر إلا قصاصات ورق ولكن كما شاهدنا أمراء الإقطاعيات القديمة في التاريخ كفوا عن الإغارة على جيرانهم وأعدائهم، إذ اكتشفت طريقة عمل البارود، لأن الغارة على الأعداء أصبحت لا تجلب ربحاً، وتؤدي إلى الخسار، كذلك قد أظهرت الحرب الحاضرة أن الحروب حمقاء، والقتال بين الأمم طائش وأن الرابح فيها والخاسر سواسية، كما قال المستر نورمان أنجل واضع هذا المذهب.

إن الاهتداء إلى هذه الحقيقة والإسراف العظيم الذي تجره الحرب والنفقات الهائلة التي تضيع هباء منثوراً، والخسارة الكبرى في الأموال والأنفس والحياة، ستعمل على إبطال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015