عظيماً يهذب من طبائع الإنسان الأول ويهنه من وحشية الحيوان الكامن في فؤاده، ويزجر مشاعر قابيل عن خاطره، كما تراه جليلاً في أذهان أهل الأذهان، شديد الأثر عند المفكرين والمهذبين والعقليين.

والغريب من أمر انتشار الإسلام في بلاد الانجليز أن الداخلين فيه والمعتنقيه من الأسرات الكبيرة، ومن طبقة الأشراف، والأغنياء منهم، ومن الطبقة الوسطى، ومن القساوسة والكهنة والرهبان، وقد تسلم الأسرة الواحدة بأجمعها، ربها وزوجه وأطفاله وأقاربه، وهناك جمع كثير من الضباط والجنود دخلوا في صفوف الإسلام، تحت العلم المحمدي وهم لا يقتصرون على اعتناق الإسلام ولزوم فرائضه، بل لا يلبث كل منهم أن ينفرد بالكتابة والبحث في فرع من فروع الإسلام، فمنهم من ينشر المقالات الضافية والأبحاث الممتعة في حقوق المرأة في الإسلام، ومنهم من يسترسل في درس الاشتراكية في الشريعة الإسلامية، إلى كثير من الأبحاث التي تدق على أفهام كثير من المسلمين.

ولعل الفضل في ذلك يرجع إلى رجلين من كبار الهنود المسلمين الذين عظم إيمانهم واشتدت حميتهم للدين، وهما الخواجه كمال الدين أحد كبار المحامين في انجلتره، ومن خريجي جامعاتها، والآخر خواجه صدر الدين، فقد أسس هذان الفاضلان منذ بضع سنين مجلة باللغة الانكليزية هي اليوم لسان حال الانكليز المسلمين، وهي ذائعة الانتشار في الشرق والغرب، فهي لا تقل في فائدتها عن المسجد الذي أسس للتقوى في لندن ونعنى به جامع ووكنج.

ولا تزال الصفوف الإسلامية تزداد إلى اليوم بفضل تلك المجلة، ولا يزال الدين غضاً جديداً يجمع العدة لينهض نهضته الكبرى بعد الحمّى التي أصابت الغرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015