البراق ومن قولها:

ولما أبى الواشون ألا فراقنا ... وما لهم عندي وعندك من ثار

وشنوا على أسماعنا كل غارة ... وقل حماتي عند ذاك وأنصاري

غزوتهم من مقلتيك وأدمعي ... ومن نفسي بالسيف والسيل والنار

وقالت وقد خرجت مع نسائها إلى واد نهره منقسم الجداول بين الرياض فنضون ثيابهن وسبحن في الماء وتلاعبن.

أباح الدمع أسراري بوادي ... له للحسن آثار بواد

فمن نهر يطوف بكل روض ... ومن روض يرف بكل واد

ومن بين الظباء مهاة أنس ... سبت لبي وقد ملكت فؤادي

لها لحظ ترقده لأمر ... وذاك الأمر يمنعني رقادي

إذا سدلت ذوائبها عليها ... رأيت البدر في أفق السواد

كأن الصبح مات له شقيق ... فمن حزن تسربل بالحداد

وقد أجمع مؤرخو الأندلس على أن حمدونة هذه هي صاحبة الأبيات المشهورة المنسوبة إلى المنازي الشاعر:

وقانا لفحة الرمضاء واد ... سقاه مضاعف الغيث العميم

نزلنا دوخة فحنا علينا ... حنو المرضعات على الفطيم

وأرشفنا على ظملأ زلالا ... ألذ من المدامة للنديم

يصد الشمس إني واجهتنا ... فيحجبها ويأذن للنسيم

يروع حصاه حالية العذارى ... فتلمس جانب العقد النظيم

قال الرعيني وهو ممن وفد من الأندلس إلى المشرق ونزلت بحلب وكانت حمدونة من ذوي الألباب. وفحول أهل الآداب. حتى أن بعض المنتحلين تعلق بهذه الأهداب. وادعى نظم هذه الأبيات: يعني ولما أبي الواشون إلى آخره: لما فيها من المعاني والألفاظ العذاب. وما غره في ذلك إلا بعد دارها. وخلو هذه البلاد المشرقية من أخبارها. وقد تلبس بعضهم بشعارها. وادعى غير هذا من أشعارها. وهو قوله وقانا لفحة الرمضاء واد الخ وإن هذه الأبيات نسبها أهل البلاد للمنازي من شعرائهم. وركبوا التعصب في جادة ادعائهم. وهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015