مجله البيان (صفحة 2407)

كلمة صغيرة

عبدة الشيطان

العبثية وغيبة الهدف اللتان تسيطران على الحياة الغربية، أوجدا تصدّعاً

نفسيّاً، وخواءً روحيّاً سيطرا على الناس هناك، وظهرت آثاره في التخبط الفكري

الذي يعيث في نفوسهم فساداً، ولهذا تعددت المنظمات الفكرية و (الروحية) ،

وتباينت معتقداتها وتوجهاتها.. حتى إن بعضها تتبنى عبادة الشيطان! ، وتمارس

كل أنواع التفلت والشذوذ.

والغريب: أنّ تلك المنظمات سعت لتصدير هذا الفكر المنحل إلى بعض

البلاد الإسلامية، تريد غزوها في عقول شبابها، والأكثر غرابة: أن منهم من

استجاب لهذه الدعوة، فقد أعلن مؤخراً في (مصر) عن ضبط تنظيم لـ (عبدة

الشيطان) من أبناء طبقة الفنانين والمسؤولين كما ذكرت الصحف، كما أُعلن أن

للتنظيم صلة ببعض تلك المنظمات الغربية، وبغض النظر عن الدوافع السياسية

التي دعت مصر لاعتقال بعض أفراد هذا التنظيم، وتصعيده إعلاميّاً، فإنه يدل

دلالة واضحة على عمق الانحراف النفسي والفكري الذي ينخر في نفوس بعض

الشباب.

ولنا أن نتسأل: هل الدولة بكافة فعاليتها معفاة من تلك المسؤولية..؟ !

إن هذا التخبط الفكري والخواء النفسي نتيجة حتمية لسياسة التغريب والعلمنة

المكثفة، وفتح أبواب العبث والانحلال على مصاريعها، كما أنه نتيجة حتمية

لسياسة تجفيف المنابع، وملاحقة منابر الدعوة الإسلامية، خاصة أن التحقيقات

المعلنة ذكرت بأن تعاطي المخدرات، وارتياد الخمارات، ودور اللهو، والشاليهات

السياحية..! ! سلوكيات رئيسة في تجمعاتهم.

ولعله يتسنى رصد أشمل لهذه الظاهرة في عدد قادم إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015