لا تحزن (صفحة 466)

التسجيلُ، وبعضُهم يدخلُ في قسمٍ سنةً أو سنتين، فيرتضي الشريعة ثم يرى الاقتصاد، ثم يعودُ إلى الطبِّ، فيذهبُ عمرُ شَذَرَ مَذَرَ.

ولو أنه درس أمره وشاور واستخار الله في أولِ أمرِهِ، ثم ذهب لا يلوي على شيء، لأحرز عمره وصان وقته، ونال ما أراد من هذا التخصُّصِ.

الثانية: العملُ المناسبُ، فبعضهم لا يعرفُ ما هو العمل الذي يناسبُه، فمرةً يعتنقُ وظيفةً، ثم يتركُها ليذهب إلى شركةٍ، ثم يهجرُ الشركة إلى عمل تجاري بحتٍ، ثم يحصلُ على العدمِ والإفلاسِ والفقرِ ثم يلزمُ بيته مع صفوفِ العاطلين.

وأقولُ لهؤلاءِ: من فُتح له بابُ رزقٍ فلْيلزمْهُ، فإنَّ رزقه منْ هذا المكانِ، ومنْ لزم باباً أُوتي سهولته وفَتْحه وحكمته.

الثالثة: الزواجُ، وأكثرُ ما يأتي الشباب الحيرةُ والاضطرابُ في مسألةِ اختيارِ الزوجةِ، وقد يدخلُ رأي الآخرين في الاختيارِ، فالوالدُ يرى لولدهِ امرأةً غير التي يراها الابنُ أو التي تراها الأمُّ، فربما وافق الابنُ رغبة والدِه، فيحصلُ ما لا يريدُه، وما يحبَّه، وما لا يقدمُه.

ونصيحتي لهؤلاءِ أن لا يُقدمُوا في مسألة الزواجِ بالخصوصِ إلا على ما يرتاحون إليه في جانبِ الدين والحُسْنِ والموافقةِ، لأن المسألة مسألةُ مصيرِ امرأةٍ لا مكان للمجازفةِ بها.

الرابعة: تأتي الحيرةُ والاضطرابُ في مسألةِ الطلاقِ، فيوماً يرى الفراق ويوماً يرى المعايشة ويوماً يرى أن يُنهي المعايشة، وآخر يرى أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015