لا تحزن (صفحة 108)

ويقول لامرأته:

إذا ما صنعتِ الزاد فالتمسي لهُ ... أكيلاً فإني لستُ آكلُهُ وحدي

وقال أيضاً:

أماويَّ إنَّ المال غادٍ ورائحٌ ... ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكْرُ

أماويَّ ما يُغني الثراءُ عنِ الفتى ... إذا حشرجتْ يوماً وضاق بها الصدرُ

ويقول:

فما زادنا فخراً على ذي قرابةٍ ... غِنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقْرُ

وقال عروةُ بنُ حزامٍ

أتهزأُ مني أن سمنِت وأن ترى ... بوجهي شحوب الحقِّ والحقُّ جاهدُ

أوزِّعُ جسمي في جسومٍ كثيرةٍ ... وأحسو قراح الماءِ والماءُ باردُ

وكان ابنُ المباركِ لهُ جارٌ يهوديٌ، فكان يبدأ فيُطعم اليهوديَّ قبل أبنائهِ، ويكسوه قبل أبنائِه، فقالوا لليهوديِّ: بعنا دارك. قال: داري بألفيْ دينارٍ، ألفٌ قيمتُها، وألفٌ جوارُ ابن المباركِ! . فسمع ابن المباركِ بذلك، فقال: اللهمَّ اهدِهِ إلى الإسلامِ. فأسلم بإذنِ اللهِ!.

ومرَّ ابنُ المبارك حاجّاً بقافلةٍ، فرأى امرأةً أخذتْ غُراباً مْيتاً من مزبلةٍ، فأرسلَ في أثرِها غلامه فسألها، فقالتْ: ما لنا منذُ ثلاثةِ أيامٍ إلا ما يُلقى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015