الأرباب، ويواجه الحساب!.

إنك اليوم أيها الإنسان مودع أخاك أو عزيزك، وغدا -أو اليوم- سيودعك غيرك!.

واليوم تعزى في القريب، وغدا -أو اليوم أيضا- يعزى فيك القريب!.

وهل ينتهي الأمر عند هذا الوداع وهذا العزاء؟!. كلا.

بل إن في القبر حسابا!.

وإن في القبر نعيما أو عذابا!.

ومن عجب أن يدفن الناس الأموات، فينطلقون مسرعين بحثا عن الأقوات!.

إن ذلك ليس حراما، لكن الغفلة حرام!.

كم من شخص يشترك في حمل الجنازة، وفي الحقيقة هو الجنازة!.

كم من حي في المعنى يحمل على الأكتاف، وفي من يحمله من هو ميت في الحقيقة، وهو لا يشعر!.

وربما لا يمتري العقلاء حين يشاهدون حمل الجنازة ويشهدونه في أنه يتكرر كثيرا: أن يكون ميت يحمل حيا، أو حي يحمله ميت، ليس فيه حياة ولا حياء في الحقيقة؛ فهو لا يشعر، ولا يحس، ولا يستحيي، ولا يرعوي، ولا يأخذ العبرة، ولا يملك العبرة، بل يظل سادرا حتى يدخلوه قبره!.

كم من شخص -ولا أقول إنسان- يقف بين القبور، وهو بينه وبين نفسه يبيع ويشتري، وكأنه في الموت يمتري!.

فيا من يحدث نفسه بالمكاسب، انظر ليوم غدك المؤكد ما الذي أنت كاسب؟!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015