بمراحل وأحوال، ربما أيقن من جديد بأن الدنيا حقا ضيقة وربما تمنى الخروج منها إلى ما هو أوسع منها!.

وهل هناك أوسع منها؟!. نعم المرحلة الأخرى أوسع، الآخرة أوسع من الدنيا لكن لمن وسعها الله عليه، ورحمة الله أوسع وأروح لمن أكرمه الله بها!.

{وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} "1".

وماذا تنفع الدنيا من تمتع بها إلى منتهى أمله، ثم أدركه عاقبة سوء عمله!.

ماذا تنفع الدنيا الكافر والمنافق، وماذا تغني عنهما من عذاب الله!.

ماذا تنفع الدنيا من عمل لها ونسي الآخرة!.

ماذا تنفع الدنيا من جمع فيها المال بالحرام!.

ماذا تنفع الدنيا من أنفق فيها المال الحلال في الحرام!.

ماذا تنفع الدنيا من جمع مجدها بأطرافه، ولكنه ما عرف الله وما خافه!.

ماذا تنفع الدنيا من ظلم فيها، أو عاش سفيها!.

ماذا تنفع الدنيا من كانت حياته فيها لا حياء فيها!.

ماذا تنفع الدنيا من عمرها بخراب آخرته!.

الجواب اليقين: لا شيء، لاشيء، على الإطلاق، بل العكس هو الواقع؛ فقد تحول سرورها حزنا، ولذائذها غصصا، ومجدها ومالها وجاهها عذابا، وعزها ذلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015