هو قدر قيمة تلك الأمور تقديرا صحيحا؛ فعظم العظيم، وحقر الحقير، كان هذا أول خطوة ضرورية للاستقامة وللسعادة، وللالتزام وللعمل وللجد؛ إنه حاسة التمييز بين الأشياء والأعمال والأشخاص في القيمة والقدر؛ فيعطي لكل شيء قدره، وينزله من نفسه ومن همه وعمله منزلته اللائقة به عناية أو إهمالا، تطلبا له أو تركا.

وكم يأتي الخلل في حياة الإنسان من السعي وراء: أمر، أو شيء، أو شخص، تافه؟.

وكم يأتي الخلل في حياة الإنسان من القعود أو الإعراض عن السعي وراء أمر أو شيء أو شخص يستحق السعي في سبيله أو له.

والثاني -وهو التوقيت المناسب-: بمراعاته يظفر الإنسان بما طلبه من عمل يستحق البذل والجهد والوقت، وذلك بأن يقوم به في وقته المناسب الذي يكون فيه مقبولا، والذي يحصل به ما أراده من نتائج للعمل.

وكم يأتي الخلل في حياة الإنسان بسبب تأخره عن التوقيت المناسب!.

وكم يأتي الخلل في حياة الإنسان بسبب تقدمه عن التوقيت المناسب!.

نعم إن القضية إنما هي قضية التقويم الصحيح أو عدمه، والتوقيت المناسب أو عدمه.

كم تحسر المتحسرون بسبب عدم معرفتهم بقدر العمل الصالح والعمل النافع وقدر الطاعة الخالصة لله تعالى!.

كم تحسر المتحسرون بسبب فوات الأوان لإدراك ما عرفوا قيمته ورغبوا فيه: من عمل صالح، أو فرصة نافعة في الدنيا أو في الآخرة!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015