وكان من ضمن الموضوعات، موضوع: "شذرات"، وهي كلمات توجيهية قصيرة، جاءت كل منها بمناسبة فخرجت بسببها، تحمل طابع الجد، أو طابع الجد في هزل، وكانت مجموعة في موضع واحد؛ ثم رأيت أن أفرقها في الكتاب، لتصبح تذييلا مفرقا على الموضوعات في مربع مستقل.

واخترت طباعة الكلمات المتجانسة أو المتضادة-أحيانا-أو المسجوعة بحرف بارز، بناء على اقتراح بعض الإخوة الفضلاء.

وجاءت الكلمات في مختلف الموضوعات، بحسب الأحوال والظروف. وعدد قليل منها كان مقالات كتبت في مناسبة ما.

وهذه الكلمات قد أخذت في رصدها منذ فترة طويلة، تقارب العشر سنوات.

وكان مما عنيت به عند الحديث مع الناس أن تكون الكلمات موافقة لقواعد اللغة العربية، بل كان الحرص على أن تكون بليغة؛ لقناعتي بأن هذا هو الذي يؤثر في النفس البشرية تأثيرا حسنا، ولقد رأيت كيف يستقبل الإنسان الكلمة التي تخرج هذا المخرج، حتى إنني كنت مرة أقرأ بعض هذه الكلمات على بعض الإخوة؛ فعلق قائلا: هذا كلام سلس وكلام بليغ، وكلام أدبي.

قلت له-جدا في هزل-: وهذا دأبي!.

وأنا أعلم أن العصمة ليست لأحد بعد الرسل والأنبياء؛ فلا بد أن يكون الخطأ في شيء من كلامي، فلست أدعي العصمة من أوهامي، لكنني اجتهدت في التصويب وقصد الصواب، وما بقي من بعد ذلك فلن يخفى على أولي الألباب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015