ليس المهم أن تكون قويا لكن تقيا

يربي بعض الناس صغاره على شيء من الصغار؛ حين يزرع فيه "قوة الشخصية" على حد زعمه؛ فيؤكد هذا "الكبير" للصغير بأن يأخذ حقه من أي شخص كان، وأن لا يكون ضعيفا، ومن يتعدى عليه فعليه أن يكيل له الصاع صاعين-بحسب هذه النصيحة الفاشلة، الجائرة عن حدود الأدب والأخلاق والحياء-أما أخلاق المجاملة بين الناس، وأما حدود الاحترام بين الناس، ولا سيما بين الكبير "سنا أو قدرا" والصغير، وأما مراعاة العلائق واحترام حقوق النسب والقرابة والتحمل في سبيلها، فإن كل ذلك مضروب به عرض الحائط عند صاحب هذه النصيحة، الذي ربما أصبح لا فرق بينه وبين الحائط!.

وإنه-والله-لأمر جلل، ومصاب عظيم، أن تنتكس الفطرة وتنحرف الأخلاق عند بعض الناس إلى هذا الحد؛ فيتحولون-ويحولون صغارهم-من بني آدم إلى حيوانات مفترسة، يأكل فيها القوي الضعيف، وأحيانا: الفاضل يأكله السخيف!.

فلا مكان حينئذ للأخلاق الفاضلة، ولكن للأخلاق الراذلة؛ فيضيع الحق أو الحقوق، ويصبح الميزان هو القوة، لا الحق، وكأننا في معركة مع الأعداء، والمبدأ فيها هو ما أمرنا الله به تجاه العدو الكافر: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015