الميزان المنكوس!

قال شاعر المسلمين: حسان بن ثابت، رضي الله عنه:

أصون عرضي بمالي لا أدنسه ... لا بارك الله -بعد العرض- في المال!

قلت: لكن، والله، قد رأينا رجالا لسان حالهم يقول:

أصون مالي بعرضي لا أسلمه ... لا بارك الله-بعد المال -في العرض!

ولئن كانت هذه الصورة في الواقع غير متخيلة لدى كثير من العقلاء والفضلاء، لكنها، والله، وجدت لدى بعض النذلاء!.

وصنف من هؤلاء يؤثر الراحة على صيانة عرضه والوصول إلى مكارم الأخلاق، ولسان حاله يقول:

أصون راحتي بوقاحتي ... لا بورك عرض براحتي!

أبعد الله هذه الموازين المنكوسة والأخلاق المعكوسة.

وهكذا يتبين أن لكل شيء ثمنا، حتى النذالة لها ثمن. فهذا هو ثمن رداءة الأخلاق، وهذا هو ثمن مكارم الأخلاق.

ومن طمع في مكارم الأخلاق دون أن يدفع ثمنها: من نفسه، وماله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015