الخاتمة

قد انتهى القول بنا فيما حررناه، وانتجز الغرض الذي انتخبناه، واستوفى الشرط الذي شرطناه، مما أرجو أن في كل نوع من العلوم للطالب مقنع، وفي كل باب منهج إلى بغيته ومنزع.

وقد سفرت فيه عن نكت وفوائد تستغرب وتستبدع، وأوردت من النوادر، ما لم يورد لها قبل في أكثر التصانيف مشرع.

ووددت لو وجدت من بسط قبلي الكلام فيه، أو مقتدى يفيدنيه، عن كتابه أو فيه، لأكتفى مما أرويه عما أرويه.

وإلى الله - عز وجل - جزيل الضراعة، في المنة في قبول ما منه لوجهه، والعفو عما تخلله من تزين وتصنع لغيره، وإن بهت لنا بجميل كرمه وعفوه، ما أودعناه من الكلام على بعض الكتب والمصنفين، ومن ذكر كتب الأوائل وأصحاب الأديان، وما يتعلق بالمجون والخلاعة والخذلان.

ويحمي أعراضنا عن ناره، الموقدة بحرمة أمين وحيه، وبجعلنا ممن لا يذاد إذ ذيد عن حوضه، ويجعله لنا ولمن تهمم باستكتابه، سببا يصلنا بأسبابه.

وذخيرة نجدها يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا، نحرز بها رضاه وجزيل ثوابه، ويحشرنا في أصحاب اليمين من أهل شفاعته.

وبحمده - سبحانه وتعالى - على ما هداني إليه من جمعه، وألهم وفتح البصيرة لدرك حقائق ما أودعناه، وفهم.

ونستعيذه - جل اسمه - من دعاء لا يسمع، وعلم لا ينفع، وعمل لا يرفع فهو، الجواد الذي لا يخيب من أمله، ولا ينتصر من خذله، ولا يرد دعوى القاصدين، ولا يصلح عمل المفسدين.

وهو: حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على نبيه محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليما إلى يوم

الدين، والحمد لله رب العالمين ... الأسفرايني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015