565 - فيِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو شُكْرٍ حَمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَبَّالُ، وَأَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالا: أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ أَبِي بَدْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَتْ فِي نَفْسِي مَسْأَلَةٌ أَحْزَنَتْنِي لَمْ أَسْأَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا، وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَسْأَلُهُ عَنْهَا، فَكُنْتُ أَتَحَيَّنُهُ، فَدَخَلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَوَافَقْتُهُ عَلَى حَالَتَيْنِ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أُوَافِقَهُ عَلَيْهَا وَجَدْتُهُ فَارِغًا طَيِّبَ النَّفْسِ.

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي فَأَسْأَلَكَ.

قَالَ: «نَعَمْ، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ» .

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: «السَّمَاحَةُ وَالصَّبْرُ» .

قُلْتُ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُهُمْ إِيمَانًا؟ قَالَ: «أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» .

قُلْتُ: وَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ إِسْلامًا؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ يَدِهِ وَلِسَانِهِ» .

قُلْتُ: فَأَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ، فَصَمَتَ طَوِيلا حَتَّى خِفْتُ أَنْ أَكُونَ قَدْ شَقَقْتُ عَلَيْهِ، وَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ بِالأَمْسِ يَقُولُ: «إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِي الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ عَلَيْهِ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ» .

فَقُلْتُ: أَعُوذُ مِنْ غَضَبِ اللَّهِ تَعَالَى وَغَضَبِ رَسُولِهِ.

فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «كَيْفَ قُلْتَ» ؟ قُلْتُ: أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ» .

قَالَ الطَّبَرَانِيُّ: أَبُو بَدْرٍ هُوَ عِنْدِي بَشَّارُ بْنُ الْحَكَمِ الْبَصْرِيُّ صَاحِبُ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، سَمِعَ مِنْ أَبِيهِ أَكْثَرَ مِمَّا سَمِعَ مِنْ جَمِيعِ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ رَوَى حَكَايَاتٍ عَنْ رَجُلٍ، وَأَكْثَرَ عَنْ أَبِيهِ.

قَرَأْتُ عَلَى الإِمَامِ أَبِي نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَافِظِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، أنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشِّيرَازِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمُقْرِئُ، بِأَصْبَهَانَ.

ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، ثنا أَبِي، قَالا: ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الطَّرَسُوسِيُّ، يَقُولُ: ذَهَبْتُ أنا وَيَحْيَى الْجَلاءُ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مِنَ الأَبْدَالِ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَإِلَى جَنْبِهِ بُورَانُ وَزُهَيْرٌ وَهَارُونُ الْجَمَّالُ، فَقُلْتُ: رَحِمَكَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، بِمَا يُلَيَّنُ الْقَلْبُ؟ فَأَبْصَرَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَغَمَزَهُمْ بِعَيْنِهِ، ثُمَّ أَطْرَقَ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ بِأَكْلِ الْحَلالِ.

سَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ ذِكْرُ عَبْدِ اللَهِ بْنِ أَحْمَدَ

وَأَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْقُوبَ، أنا الْفَتْحُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّاشِيُّ، أَنْشَدَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الْيَمَانِيُّ، بِطَرَّازَ، أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الشَّاشِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، لِنَفْسِهِ:

أنا حَنْبَلِيٌّ فِي حَيَاتِي وَإِنْ أَمُتْ ... فَتَوْصِيتَي لِلنَّاسِ أَنْ يَتَحَنْبَلُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015