وأنشدني لنفسه: [من البسيط]

لا تولني من أياد طالما حسنت ... حتي أؤدِّي ما أسلفت من نعم

ذرني أقوم بحسنًاك التي سبقت ... فقد عجزت عن الآلاء والكرم

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]

إذا أمَّت الآمال كعبة رفدكم ... فلا عجبٌ أن تنتحي بالرَّغائب

ومن عذبت منه الموارد أجمعت ... عليه رجال الوفد من كلِّ جانب

[324]

عبد العزيز بن أبي عليِّ بن أبي غالب بن أبي عبد الله بن أبي المجد، أبو الخير النحوي الإربلُّي.

شاب أحمر اللون أشقر، أخبرني انه ولد بإربل في صفر سنة/2 ب/ثلاث وستمائة؛ وهو من فتيانها الأذكياء قي زمانه، برَّز بفضله على أشكاله وأقرانه، واشتغل مدَّة بفنِّ النحو والعربية، وحقق معرفته، ونظر في مسائله وأصوله، ثم حفظ شعراً كثيراً من أشعار المحدثين وغيرهم، وله شعر يسير.

أنشدني لنفسه ما كتبه متشفعاً إلى الوزير الصاحب شرف الدين أبي البركات المستوفي؛ في أقوام ألزموهم الولاية بإربل فامتنعوا منها، فنفاهم الملك المعظم؛ مظفر الدين أبو سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين – رضي الله عنه – فأقاموا بظاهر البلد: [من الخفيف]

هل لطعن القنا ووقع الحديد ... مثل فعل العيون بي والقدود

أم لشرب الطِّلا ونيل الأماني ... مثل رَّشف اللَّما ولئم الخدود

وعلي رامة فتنت وقبلي ... (كم قتيل كما قتلت شهيد)

نقض الغانيات عهدي ولكن ... عادة الغانيات نقض العهود

حَّبذا وصلنا بنجد وطوبي ... لي بعيش مضي بجبلي زرود

ومن العيش أن يزورك طيفٌ ... أو يعود الوصال بعد الصُّدود

/3 أ/ أو تري طلعة المبارك تبدو ... يسرع الناس كلُّهم للسُّجود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015