فتاوي يسالونك (صفحة 2319)

وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) وروى الإمام أحمد في مسنده عدة أحاديث في قصة غدير خم منها

(عن زاذان أبي عمر قال سمعت علياً في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يوم غدير خم وهو يقول ما قال، فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وهو يقول من كنت مولاه فعلي مولاه) ومنها عن سعيد بن وهب وزيد بن يثيع قالا نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول يوم غدير خم إلا قام قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول لعلي - رضي الله عنه - يوم غدير خم أليس الله أولى بالمؤمنين قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) وغير ذلك. وقصة غدير خم صحيحة ثابتة كما قال أهل الحديث ولكن ما يدعيه الشيعة من أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عهد إلى علي - رضي الله عنه - بالخلافة وأوصى بالخلافة له محض افتراء وكذب على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: [ليس في هذا الحديث - حديث غدير خم - ما يدل على أنه نص على خلافة علي - رضي الله عنه -، إذ لم يرد به الخلافة أصلاً، وليس في اللفظ ما يدل عليه، ولو كان المراد به الخلافة لوجب أن يبلغ مثل هذا الأمر العظيم بلاغاً بيناً] منهاج السنة 4/ 84 - 85.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً عند ذكره حديث غدير خم مرجعه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من حجة الوداع، فإنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خطب فيه خطبة وصَّى فيها بإتباع كتاب الله، ووصَّى فيها بأهل بيته، كما روى ذلك مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - فزاد بعض أهل الأهواء في ذلك، حتى زعموا أنه عهد إلى علي - رضي الله عنه - بالخلافة بالنص الجلي، بعد أن فرش له، وأقعده على فراش

طور بواسطة نورين ميديا © 2015