تساؤلات حول كتاب الطب الوقائي من القرآن والسنة

المجيب د. محمد بن إبراهيم دودح

باحث علمي في هيئة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة

التصنيف الفهرسة/ العلم/آفات المتعلمين

التاريخ 02/05/1425هـ

السؤال

ما صحة ما نقله الدكتور عبد الباسط محمد السيد في كتابه (حول الإعجاز العلمي في الطب النبوي) ، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان: يفطر على العسل مخلط مع الماء، ثم في وقت الضحى كان يأكل سبع تمرات مع اللبن، وفي الظهر كسرة خبز شعير مع الخل، وبعد العصر جزرا مع عود من البقدونس، وكان عشاؤه اللبن الرائب مع كسرة الشعير، وكان ينهى عن إدخال طعام في طعام، وكان يأكل الثريد مرة كل شهر، وكان يقول سيد الطعام الثريد، وكان يمشي بعد العشاء مقدار البقرة وآل عمران (أرجو ذكر المراجع لتثبيتها في بحثي) .

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد:

كتاب الدكتور عبد الباسط محمد السيد اسمه "الطب الوقائي من القرآن والسنة", وقد صدرت منه الطبعة الأولى عام 1423هـ-2002م, دار ألفا مصر: alfa_eg@hotmail.com, ولم تقم أي جهة مسئولة مثل هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة برابطة العالم الإسلامي بتحقيقه, وقد وردت فيه أمور تستدعي التوقف, مثل قوله (ص59) : "لقد أخذ كيث مور عينات من نطفة لم تبلغ 42 ليلة وحاول معرفة جنسها؛ ذكر أم أنثى, واستخدم كل وسائل التكبير والأشعة المتاحة فلم يستطع أبداً تحديد جنس النطفة, وظل يراقب النطفة طوال 42 ليلة حيث ظهر كروموزوم جنس الجنين في اللحظات الأخيرة.. وعندئذ نطق بالشهادتين وأشهر إسلامه", وهذا الأسلوب الدعائي في هيئة رواية غير منسوبة لأحد ينبذه التحقيق العلمي, خاصة أن هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة هي التي قامت بنفسها بمحاورة أستاذ الأجنة الكندي، وتعرف حقيقة ما حدث من وقائع, وهل يعذر الكاتب عدم تخصصه في الطب ليقرر ظهور كروموزوم جنسي في اللحظات الأخيرة بعد 42 ليلة, خاصة مع توفر من يفيده بيقين بأن حوامل الخصائص الوراثية (الكروموزومات) لا تظهر فجأة بعد 42 ليلة، وإنما توجد جميعا داخل الخلية البشرية الأولى؟ , ولكن هذا مصير من يعدل عن التحقيق العلمي مهما كان غرضه, ومن ذلك قوله (ص61) : "عملية انتخاب طبيعي للحيوان المنوي وللبويضة الأقوى والأصلح", وهي ليست إلا بويضة واحدة, وقوله (62) : "وقد أثبت كيث مور أن كل السوائل في جسم الإنسان علق, فلو أخذ قليل من الدم ثم ترك ساكناً فإن كرات الدم الحمراء والبيضاء تترسب.. أي أن الدم علق", هكذا! , وقوله (ص 65) : "أما عن ترائب المرأة أي عظام صدرها فقد أثبت العالم كيث مور أن هذه العظام تصل للمبيض الذي تنتج فيه البويضات, وهنا خر العالم الكندي ساجدا لله", ويقع المبيض في تجويف الحوض وليس له أي علاقة تشريحية بعظام الصدر, وهو أيضا يأتي بروايات لا ينسبها لأي كتاب من أمهات كتب الحديث، ولا يورد تحقيقها (مثلما في ص59و64) , ولكنه لم يورد رواية السائل في كتابه، ولم أجدها في كتب الحديث, وفي الجملة لم يُنسج الكتاب على طريقة المختصين في التحقيق، وإنما كمرئيات شخصية، والأولى أن يعود السائل إلى المختصين في علم الحديث, والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015