زيارة مدائن صالح

المجيب د. ناصر بن محمد الماجد

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التاريخ: حوادث وعبر

التصنيف الفهرسة/ السيرة والتاريخ والتراجم/التاريخ: حوادث وعبر

التاريخ 4/12/1423هـ

السؤال

ما حكم زيارة مدائن صالح بالتفصيل، والدليل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فيما رواه البخاري (4419) ومسلم (2980) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- قال: لما مر النبي - صلى الله عليه وسلم- بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي" فهذا الحديث فيه دلالة على النهي عن دخول ديار الأمم المعذبة إلا على حال من الخوف والوجل والتفكير المورث رقة القلب والاعتبار بحالهم وما حل بهم لما خالفوا أمر ربهم، قال ابن حجر في الفتح: " وفي الحديث ... الزجر عن السكنى في ديار المعذبين، والإسراع عند المرور بها وقد أشير إلى ذلك في قوله تعالى (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم) [إبراهيم:45] أ. هـ وقد كان الإمام أحمد رحمه الله يكره الصلاة في مواضع الخسف والعذاب.

وعليه فلا يجوز دخول ديار الأمم التي حل بها العذاب بقصد النزهة والسياحة ونحوه لما في ذلك من مخالفة نهي النبي - صلى الله عليه وسلم- كما تقدم، بل ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- النهي حتى عن مجرد الانتفاع بمائها كما جاء في بعض الروايات أن الصحابة - رضوان الله عليهم - أخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم- أنهم قد استقوا من مائها وعجنوا منه، فأمرهم أن يهريقوا ذلك الماء، ففي الحديث الذي أخرجه الشيخان البخاري (3378) مسلم (2981) من طريق ابن دينار عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا قد عجنا واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء) هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015