دعاء رفع البلاء

المجيب د. محمد بن تركي التركي

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ الآداب والسلوك والتربية/الصبر

التاريخ 28/11/1422

السؤال

في حال وقوع الظلم أو الابتلاء بمصيبة ماذا يفعل الإنسان؟ بمعنى ما هي الأحاديث الصحيحة حول ماذا يفعل المسلم عند وقوع الظلم عليه من حاكم أو سلطة، وهو غير قادر على رد الظلم غير اللجوء إلى الله - جل جلاله - وكذلك ما الأدعية المعروفة في ذلك؟

الجواب

قبل الإجابة عن السؤال أذكر أخي السائل بأمرين:

01 أن ما يقع للإنسان في هذه الدنيا من مصائب وظلم ونحو ذلك مما ورد في السؤال، أقول قد يكون بسبب من الإنسان نفسه، كما قال الله - عز وجل -:" وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفُ عن كثير " [الشورى:30] ، ويقول أحد السلف: إني لأجد أثر الذنب في خُلق امرأتي ودابتي. فعلى الإنسان أن يراجع نفسه وأفعاله، فقد تكون هذه المصيبة تذكيراً وواعظاً له.

02 أن الابتلاء بظلم أو مصيبة قد أصاب الأنبياء والصالحين وخير الخلق، وكان هذا رفعة لهم في الدنيا والآخرة، كما جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أحب الله قوماً ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع " أخرجه الإمام أحمد [23623] بإسناد صحيح. وعلى الإنسان الذي لم يرَ في حياته شيئاً من الابتلاء أن يراجع نفسه ويحذر عسى ألا يكون ذلك استدراجاً، فما من أحد إلا وقد ابتلي على قدر إيمانه، كما ورد في الحديث عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أي الناس أشد بلاء؟ قال: " الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة" أخرجه الترمذي (2398) والنسائي في السنن الكبرى (7439) ،وصححه الترمذي وابن حبان في صحيحه (2901.2900) والحاكم في المستدرك (128.127) .

أما الإجابة عن سؤاله ماذا يفعل الإنسان حال وقوع الظلم أو الابتلاء بمصيبة؟ فقد بيّن الله - عز وجل - ذلك في قوله -تعالى-: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".

يقول سعيد بن جبير: ما أعطي أحد ما أعطيت هذه الأمة، ثم ذكر الآية السابقة وقال: ولو أعطيها أحدٌ لأُعطيها يعقوب، ألم تسمع إلى قوله: " يا أسفى على يوسف ". وعلى الإنسان أن يصبر ويحاول أن يصبّر نفسه ومن حوله وألا يجزع، ويتذكر ما أعد الله -عز وجل - للصابرين كما قال - تعالى-:" إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" ونحوها من الآيات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015