مناصحة الرجل للنساء

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

صفات الداعي ووظائفه

التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/صفات الداعي ووظائفه

التاريخ 7/5/1423

السؤال

ما رأيكم فيمن ينصح النساء ويأمرهن بالمعروف دون الرجال, وهو رجل شاب يخشى عليه وعليهن الفتنة، وخصوصاً أنهن غالباً ما يكنَّ لابسات البناطيل الضيقة، وسافرات، ومتبرجات، وفوق هذا غير متزوجات وفي أوج الصبا؟ وإذا قيل له: لم لا تنصح الشباب الذين معهن كما نصحتهن وتهدي لهم أشرطة وكتيبات كما أهديت البنات، قال: إن الفتنة والخطر من البنات أكبر، فإذا اهتدين صلحت كثير من الأمور، وأنه قد يحادث الشباب فيما بعد.

وأخيراً ينوي عمل درس أسبوعي للشباب والبنات معاً أو قد يكونون منفصلين يعظهم فيه, فهل هذا جائز؟

ما حدود الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من الرجال للنساء أو العكس؟

الجواب

الحمد لله وحده، وبعد:

لا يجوز للشاب الذي يخشى على نفسه الفتنة مناصحة الفتيات سيما المتبرجات منهن والسافرات؛ لأن القاعدة الأصولية عند أهل العلم تنص على أن "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول كما في الصحيح:"ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء" رواه مسلم (2741) من حديث أسامة بن زيد، وسعيد بن زيد -رضي الله عنهم-.

وأما من كان ذا علم وبصيرة، ومعرفة بأساليب الدعوة، ومناهج الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمن على نفسه الفتنة فيجوز، بل قد يجب عليه أمر النساء بالمعروف ونهيهن عن المنكر في الأسواق والمجامع العامة، كما يجوز أن يعقد لهن درساً أو محاضرة من غير اختلاط بهن، بل يكن معزولات في مكان خاص بهن، ويحدثهن عن مكبر الصوت مثلاً، ويجيب على أسئلتهن بما يعلم في جو من الحشمة والوقار والأدب.

والأصل في هذا ما ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يعقد للنساء مجالس خاصة بهن يعظهن ويناصحهن ويفتيهن، فقد جاء في الصحيح أن النساء قلن: يا رسول الله غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا من نفسك يوماً فواعدهن يوماً فوعظهن وذكرهن.. الحديث انظر البخاري (102) ومسلم (2633) .

ولعل الجواب اتضح الآن عما إذا كان يجوز عقد درس للنساء أو لا يجوز، وأما الدروس المختلطة بين الرجال والنساء فلا تجوز بتاتاً لما للاختلاط من آثار مباشرة في إشاعة الفواحش وجرائم الأخلاق والأعراض.

وبهذه المناسبة أود التنبيه بأن الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تقتصر على الوعظ المباشر، والاحتكاك الظاهر، ولكنها تتيسر عبر وسائل عديدة، منها: شراء الأشرطة والكتيبات، وإهداؤها للمراكز الدعوية وأئمة المساجد ونحوهم ليقوموا بدورهم بإيصالها لمستحقيها، ومنها دعوة الدعاة والوعاظ إلى أماكن تجمعات الناس من مساجد ومراكز صيفية ومدارس ودور تحفيظ لإلقاء المحاضرات والدروس، وبهذا يأمن الشاب على نفسه الفتنة، ويقوم في الوقت نفسه بدور أكثر إيجابية وأظهر فاعلية. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015