مناجاتي ولله در من قال

من حمد الناس ولم يبلهم ... ثم بلاهم ذمّ من يحمد

وصار بالوحدة مستأنساً ... يوحشه الأقرب والأبعد

فمما يكون عوناً للكريم على الانقطاع ذم ما الناس عليه من لؤم الطباع قال سفيان الثوري للحسن البصري دلني على من أجلس إليه قال تلك ضالة لا توجد وقيل لبعضهم ما الصديق قال اسم وضع على غير مسمى وحيوان غير موجود الناشي

سمعنا بالصديق ولا نراه ... على التحقيق يوجد في الأنام

وأحسبه محالاً نمقوه ... على وجه المجاز من الكلام

وقيل لبعضهم من أبعد الناس سفراً قال من كان في طلب صديق صدوق يكون عوناً له على مهماته وغوثاً على ملماته سمع المأمون أبا العتاهية ينشد

وإني لمحتاج إلى ظل صاحب ... يروق ويصفو إن كدرت عليه

فقال خذ مني الخلافة وأعطني هذا الصاحب وقبل هذا البيت

عذيري من الاخوان لا من جفوته ... صفا لي ولا من كنت طوع يديه

وقال بعضهم إن كان في مخالطة الناس خير فإن تركهم أسلم وقال بعض الرهبان لرجل إن استطعت أن يكون بينك وبين الناس سور من حديد فافعل وإن كان الأنس في الجماعة فإن السلامة في العزلة وقال الشاعر

ليس في الناس وفاء ... لا ولا في الناس خير

قد بلوت الناس طرّاً ... فكسير وعوير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015