إن ابني هذا قد أصابه لَمَمٌ؛ فتفل النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - في فيه، ثم قال: "بسم الله، محمد رسول الله، اخسأ (?) عدوَّ الله".

قال: فلم يضره شيء بعد.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقد صرح الحافظان المزي وابن حجر: أن قوله في السند: عن أبيه مرة وَهْمٌ.

وتوبع الأعمش عليه؛ فأخرجه أحمد (4/ 173) من طريق أبي بكر بن عياش عن حبيب بن أبي عمرة عن المنهال به، وجعله من مسند يعلى، وهذا يؤكد أن المحفوظ في الحديث أنه من مسند يعلي بن مرة.

وبعد هذا التحرير في طرق الحديث وتبين الصواب فيه لا بد من الكلام على سنده:

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

قلت: وهذا عجيب منهما! وبخاصّة الذهبي؛ فإنه قال في "ميزان الاعتدال" (4/ 192) في ترجمة المنهال بن عمرو: "ولا يحفظ له سماع من الصحابة، وإنما روايته عن التابعين الكبار"؛ فهو منقطع، ويؤيده رواية المنهال عن ابن ليعلي بن مرة عن أبيه.

فتبين أن بين المنهال ويعلى الابن الذي لم يسم.

وبالجملة؛ فالحديث بمجموع طرقه صحيح - إن شاء الله -، وكذا صححه شيخنا - رحمه الله - في "الصحيحة" (485) بمجموع طرقه.

على أن للحديث شواهد تزيده قوة، وهاك تفصيلها:

- فأخرج أبو يعلى في "مسنده"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 141 - 143/ 8723)، و"المطالب العالية" (ق 146/أ)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 336 - 337) عن أبي هشام الرفاعي قال: حدثنا إسحاق بن سليمان قال: حدثنا معاوية بن يحيى الصدفي، عن الزهري قال: أخبرنا خارجة بن زيد: أن أسامة بن زيد حدثه به.

قال الحافظ ابن حجر: "هذا إسناد حسن؛ معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف؛ ولكن لحديثه شاهد من طريق يعلي بن مرة. أخرجه أحمد".

قلت: وفيه -أيضًا- أبو هشام الرفاعي؛ ليس بالقوي؛ كما في "التقريب"؛ فهما عِلَّة الحديث.

- وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (11/ 490/ 11803)، و"المسند"؛ كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 129 - 131/ 8704)، وعبد بن حميد في "مسنده" (1053 - منتخب)، والدارمي في "سننه" (17)، وإسحاق في "مسنده"، كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (9/ 129 - 130/ 8704)، والدارقطني في "الأفراد" (ق 114/ب)، وابن عبد البر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015