سفيان بن عيينة حدثنا إسماعيل بن أمية قال: سمعت أعرابيًا من أهل البادية

ـــــــــــــــــــــــــــــ

قلت: وهو كما قالوا.

وقال الترمذي: "هذا حديث إنما يروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة، ولا يُسمَّى".

وقال النووي في "المجموع" (3/ 563): "وهو حديث ضعيف، وإن كان أصحابنا احتجوا به".

وقال في "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص 96 - 97): "رواه أبو داود، والترمذي بإسناد ضعيف".

وحسّنه الحافظ في "نتائج الأفكار"، ولعله لشواهده وسيأتي الكلام عليها.

وخالف إسماعيلُ بنُ عُلَيَّة سفيانَ بنَ عيينة؛ فرواه عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبي هريرة به. فسمى المبهم عبدَ الرحمن: أخرجه عليُ بنُ المديني في "علله"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 42) -ومن طريقه الدارقطني في "العلل" (11/ 248) -، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 151 - 152) -ومن طريقه ابن مردويه في "تفسيره" - ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 41 - 42) -.

قال سفيان ابن عيينة -لما سأله ابن المديني-: "لم يحفظه ابنُ عُلية"

وقال ابن المديني: "والمحفوظ رواية ابن عيينة".

على أن فيه عِلَّة أخرى؛ وهي ما قاله الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/ 42): "وعبد الرحمن بن القاسم المذكور لم يسمع من أبي هريرة، والله أعلم" أ. هـ.

قلت: وهو كما قال.

وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (248/ 685) -ومن طريقه الشجري في "الأمالي" (1/ 106 أو 119) -، وابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "نتائج الأفكار" (2/ 42) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن نصر بن حاجب، عن إسماعيل بن أمية، عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي هريرة به.

قلت: نصر هذا جاء مصرحًا باسمه هكذا عند الشجري، وهو مختلف فيه؛ قال ابن معين وأبو داود: "ليس بشيء"، وقال النسائي في "التمييز": "ليس بثقة"، وضعفه الذهبي، وقال أبو حاتم: "صالح الحديث"، ووثقه ابن حبان. وقال أبو عوانة: "صدوق لا بأس به". هذا ما ذكره الحافظ في ترجمته في "لسان الميزان" والذي أراه: أن نصر بن حاجب يُستشهد به، وأن حديثه ليس بمطروح، وأما إذا انفرد أو خالف فلا تطمئن النفس لانفراده أو مخالفته، والله أعلم.

وقد خالف هنا الإمام الحافظ سفيان بن عيينة، والقولُ قول سفيان.

على أن الحافظ الدارقطني ذكر في "العلل" (11/ 246)، وكذا المزيُ في "تحفة الأشراف" (11/ 105): أن إبراهيم بن طهمان رواه عن نصر بن طريف، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015