سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} (المعارج: ا) أي عن عذاب واقع، ونحو: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} (الفرقان: 56) أي فاسأل عنه خبيراً، ونحو: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} (الحديد: 12) أي بين أيديهم وعن أيمانهم، ونحو: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} (الفرقان: 25) أي يوم تشقق السماء عن الغمام. غير أن الزمخشري جعل (الباء) في هذه الآية بمنزلتها في شققت السنام بالشفرة. على أن الغمام جعل كالآلة التي يشق بها، قال: ونظيره قوله تعالى: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} (المزمل: 18) .

ومن مجيء (الباء) بمعنى _ (عن) نظماً قول علقمة بن عبده:

فإن تسألوني بالنساء فإنني ... بصير بأدواء النساء طبيب

أي فإن تسألوني عن النساء.

وقول عنتره:

هلا سألت الخيل يا ابنة مالك ... إن كنت جاهلة بما لم تعلمي

أراد: عما لم تعلمي.

وقول النابغة الجعدي:

سألتني بأناس هلكوا ... شرب الدهر عليهم وأكل

أي سألتني عن أناس.

وقول النابغة الذبياني:

كأن رحلي وقد زال النَّهار بنا ... بذي الجليل على مستأنس وحَد

أي وقد زال النهار عنا.

فالباء في كل ما تقدم تفيد معنى المجاوزة على سبيل الاقتراض من (عن) 1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015