وعلى هذا جاء "سُرْقَ" واللام تدغم في الراء، وقال أكثر القَرَأَة: "قُرَّبِّي" لأنهما من حافة اللسان متقاربتان، ولا تدغم الراء في اللام؛ لأن الراء فيها تكرير.

قال: و"الَّذِي" فيه خمسُ لغاتٍ: "الَّذِي" بياء خفيفة، و"الَّذِيّ" بالتشديد، و"الَّذِ" بحذف الياء وكسر الذال، و"اللذْ" بإسكان الذال، ويرد في حال الرفع والجر والنصب.

ومما أملى علينا -وقد سألته عما أخذ على الشافعي في قول الله عز وجل: {ذلك أدنى ألا تعولوا}، قال الشافعي: "ألَّا يكثر عيالكم". فقال: أخطأ، يقال: عال يعيل؛ إذا افتقر. وأعال؛ إذا كثر عياله. وعال يعول عولًا؛ إذا جار، ومنه قول الله جل ذكره: {ألَّا تعولوا}. وعال الشيء يعول عولًا؛ إذا زاد، ومنه: عالتِ الفريضةُ، وعالني الشيء يعولني؛ إذا أثقلني، ومنه قول الخنساء:

* وَيَكْفِي العَشيرةَ ما عالها *

ويقال: عال يعيل عولًا؛ إذا تبختر. قال: وجاء فعِل يفعِل في ثلاثة أحرف؛ قالوا: حسِب يحسِب، وبئِس يبئِس ويبِس ييبِس، ويجوز فيهما الفتح في المضارع. وجاء في ثمانية أحرف من المعتل الفاء: وَرِم يَرِم، ووَرِي الزَّندُ يَرِي، وورِث يرِث، وورِع يرِع، وولِيَ يلِي، وومِق يمِق، ووثِق يثِق، ووفِق يفِق، وولِه يلِه ويَوْلَه، ووهِل يهِل ويَوْهل.

ولقد مات بموت أبي القاسم علم واسع وأدب بارع، وتوفي -رحمه الله- في يوم عاشوراء من المحرم سنة ست وأربعين وثلاثمئة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015