صفوه التفاسير (صفحة 539)

القوم رسول عظيم القدر، من جنسكم عربي قرشي، يُبلغكم رسالة الله {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} أي يشق عليه عنتكم وهو المشقة ولقاء المكروه {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} أي حريص على هدايتكم {بالمؤمنين رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} أي رءوف بالمؤمنين رحيم بالمذنبين، شديد الشفقة والرحمة عليهم قال ابن عباس: سماه باسمين من أسمائه {فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ الله} أي فإِن أعرضوا عن الإِيمان بك يا محمد فقل يكفيني ربي {لا إله إِلاَّ هُوَ} أي لا معبود سواه {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} أي عليه اعتمدت فلا أرجو ولا أخاف أحداً غيره {وَهُوَ رَبُّ العرش العظيم} أي هو سبحانه رب العرش المحيط بكل شيء، لكونه أعظم الأشياء؛ الذي لا يعلم مقدار عظمته إِلا الله تعالى.

البَلاَغَة: 1 - {إِنَّ الله اشترى} استعارة تبعية شبه بذلهم الأموال والأنفس وإِثابتهم عليها بالجنة بالبيع والشراء.

2 - {فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} فيه جناس ناقص لاختلافهما في الشكل وهو من المحسنات البديعية.

3 - {الراكعون الساجدون} يعني المصلون فيه مجاز مرسل من إِطلاق الجزء وإِرادة الكل، وخص الركوع والسجود بالذكر لشرفهما (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) .

4 - {وَبَشِّرِ المؤمنين} الإِظهار في مقام الإِضمار للاعتناء بهم وتكريمهم.

5 - {مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ} بينهما جناس الاشتقاق.

6 - {لِيُضِلَّ ... هَدَاهُمْ} بينهما طباق وكذلك بين {يُحْيِي ... وَيُمِيتُ} وكذلك {ضَاقَتْ ... رَحُبَتْ} .

7 - {التواب الرحيم} من صيغ المبالغة.

8 - {يَطَأُونَ مَوْطِئاً} جناس الاشتقاق وكذلك {يَنَالُونَ نَّيْلاً} .

9 - {صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً} طباق.

10 - {فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ} قال في تلخيص البيان: السورة لا تزيد الأرجاس رجساً، ولا القلوب مرضاً، بل هي شفاء للصدور وجلاء للقلوب، ولكن المنافقين لما ازدادوا عند نزولها عمىً، وحسن أن يضاف ذلك إلى السورة على طريق الاستعارة.

تنبيه: «روي أن أبا خيثمة الأنصاري رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بلغ بستانه وكانت له امرأة حسناء فرشت له في الظل، وبسطت له الحصير، وقربت إليه الرطب والماء البارد، فنظر فقال: ظل ظليل، ورطب يانع، وماء بارد، وامرأة حسناء، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ في الحر والريح {ما هذا بخير، فقام فرحل ناقته، وأخذ سيفه ورمحه، ومر كالريح فنظر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ خلفه فإِذا براكب وراء السراب، فقال: كن أبا خيثمة} فكان ففرح به رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ واستغفر له» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015