صفوه التفاسير (صفحة 180)

آل عمران

1

اللغَةَ: {الحي} الباقي الدائم الذي لا يفنى ولا يموت {القيوم} القائم على تدبير شئون العباد {يُصَوِّرُكُمْ} التصوير: جعل الشيء على صورة معينة أي يخلقكم كما يريد {الأرحام} جمع رحم وهو محل تكوّن الجنين {مُّحْكَمَاتٌ} المحكم: ما كان واضح المعنى قال القرطبي: «المحكم ما عُرف تأويله وفهم معناه وتفسيره، والمتشابه: ما لم يكن لأحدٍ إِلى علمه سبيل مما استأثر تعالى بعلمه دون خلقه مثل الحروف المقطعة في أوائل السور، هذا أحسن ما قيل فيه» {أُمُّ الكتاب} أصل الكتاب وأساسه وعموده {زَيْغٌ} ميلٌ عن الحق يقال: زاغ زيغاً أي مال ميلاً {تَأْوِيلِهِ} التأويل: التفسير وأصله المرجع والمصير من قولهم آل الأمر إِلى كذا إذا صار إِليه {والراسخون} الرسوخ: الثبوت في الشيء والتمكن منه قال الشاعر:

لقد رسخت في القلب مني مودّة ... لليلي أبت أيامُها أن تغَيّرا

سَبَبُ النّزول: نزلت هذه الآيات في وفد نصارى نجران وكانوا ستين راكباً، فيهم أربعة عشر من أشرافهم ثلاثة منهم أكابرهم «عبد المسيح» أميرهم و «الأيهم» مشيرهم و «أبو حارثة بن علقمة» حبرُهم، فقدموا على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فتكلم منهم أولئك الثلاثة معه فقالوا تارةً عيسى هو «الله» لأنه كان يحيي الموتى، وتارةً هو «ابن الله» إِذ لم يكن له أب، وتارة إِنه «ثالث ثلاثة» لقوله تعالى «فعلنا وقلنا» ولو كان واحداً لقال «فعلتُ وقلتُ» فقال لهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: ألستم تعلمون أن ربنا حيٍّ لا يموت وأن عيسى يموت! {قالوا: بلى، قال ألستم تعلمون أنه لا يكون ولد إِلا ويشبه أباه} {قالوا بلى، قال ألستم تعلمون أن ربنا قائم على كل شيء يكلؤه ويحفظه ويرزقه فهل يملك عيسى شيئاً من ذلك؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015