صفوه التفاسير (صفحة 1295)

وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ} أي وما أنت يا محمد بمسلَّط عليهم تجبرهم على الإِسلام، إِنما بعثت مذكّر {فَذَكِّرْ بالقرآن مَن يَخَافُ وَعِيدِ} أي عظْ بهذا القرآن من يخاف وعيدي.

. ختم السورة الكريمة بالتذكير بالقرآن كما افتتحها بالقسم بالقرآن ليتناسق البدء مع الختام:

البَلاَغَة: تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيا يلي:

1 - الإِظهار في موطن الإِضمار {فَقَالَ الكافرون} [ق: 2] يدل فقالوا للتسجيل عليهم بالكفر.

2 - الاستفهام الإِنكار لاستبعاد البعث {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً} [ق: 2] ؟

3 - الإِضراب عن السابق لبيان ما هو أفضع وأشنع من التعجب {بَلْ كَذَّبُواْ بالحق} [ق: 5] وهو التكذيب بآيات الله وبرسوله المؤيد بالمعجزات.

4 - التشبيه المرسل المجمل {كَذَلِكَ الخروج} [ق: 11] شبَّه إِحياء الموتى بإِخراج النبات من الأرض الميتة.

5 - الاسعتارة التمثيلية {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد} [ق: 16] مثَّل علمه تعالى بأحوال العبد، وبخطرات النفس، بحبل الوريد القريب من القلب، وهو تمثلٌ للقرب بطريق الاستعارة كقول العرب: هو مني مقعد القابلة، وهو مني معقد الإِزار.

6 - الحذف بالإِيجاز {عَنِ اليمين وَعَنِ الشمال قَعِيدٌ} [ق: 17] أصله عن اليمين قعيدٌ، وعن الشمال قعيد، فحذف من الأول لدلالة الثاني عليه، وبين اليمين والشمال طباقٌ وهو من المحسنات الديعية.

7 - الاستعارة التصريحية {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ} [ق: 19] استعار لفظ السَّكرة للهول والشدة التي يلقاها المحتضر عن وفاته.

8 - الجناس الناقص بين {عَنِيدٍ} و {عَتِيدٌ} لتغاير حرفيْ النون والتاء.

9 - الطباق بين {نُحْيِي} و {نُمِيتُ} .

10 - توافق الفواصل والسجع اللطيف غير المتكلف مثل {ذَلِكَ يَوْمُ الوعيد} [ق: 20] {وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ} [ق: 21] {فَبَصَرُكَ اليوم حَدِيدٌ} ومثل {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا المصير. . ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} الخ وهو من المحسنات البديعية، لما فيه من جميل الوقع على السمع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015