ولقد عُني تلميذه الإمام أبو البقاء بهرام (?) بحلِّ رموزه، واستخراج كنوزه، وافتراع (?) أبكاره، واقتباس أنواره، واجتناء ثماره، واجتلاء أقماره بأظرف عبارة، وألطف إشارة، إلاّ أماكن أَضْرَب عنها صفحاً، [أو لم يُجِدها] (?) شرحاً؛ فتحرك مني العزم الساكن، لتتبع تلك الأماكن، فشرحتها في هذا الموضوع بقدر الاستطاعة، وإن كنت في العلم مزجي البضاعة، وأودعته مع ذلك نكتاً جملة، كل نكتة منها تساوي رحلة، وسمّيته بـ: " شِفَاءُ الغَلِيلِ (?) في حلِّ مُقْفَلِ خَلِيلِ "، وأمّا ما خرج من ألفاظِ الشارحِ عن لفظِ المشروحِ، فلا يكون منّي للتنبيه عليه جنوحٌ؛ لأنّ ذلك مما يطول، ويشبه الفضول، ومن الله تعالى أستوهب التوفيق والهداية إلى التحقيق؛ فهو حسبي ونعم الوكيل، وهو على كلّ شيءٍ وكيل.

وقد رأيت أن أقدم هنا مقدمتين:

الأولى: [2 / أ] في ذكر بعض مناقب المصنف - رحمه الله تعالى-.

الثانية: في أمور استنبطناها من كلامه بالاستقراء.

أمّا الأولى: فهو خليل بن إسحاق بن يعقوب (?)، يُعرف بابن الجندي، كان عالماً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015