وصف الله تعالى بالغيرة ومعناها

قال: " باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " لا شخص أغير من الله".

وقال عبيد الله بن عمرو بن عبد الملك: لا شخص أغير من الله.

الغيرة - بفتح الغين - وإسكان الياء - وهي في اللغة مأخوذة من التغير الحاصل من الأنفة، والحمية.

والشخص: هو ما شخص وبان عن غيره.

ومقصد البخاري أن هذين الاسمين يخبر بهما عن الله -تعالى- وصفاً له؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أثبتهما لله، وهو أعلم الخلق بالله -تعالى-.

قال النووي: " قال العلماء: الغيرة بفتح الغين، وأصلها المنع، والرجل غيور على أهله، أي: يمنعهم من التعلق بأجنبي بنظر، أو حديث، أو غيره، والغيرة صفة كمال" (?) .

قال الحافظ: " وقد فسر الرسول - صلى الله عليه وسلم- غيرة الله في قوله: " إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله " (?) .

ومعناه: أن الله يغار إذا انتهكت محارمه، وليس انتهاك المحارم هو غيرة الله؛ لأن انتهاك المحارم فعل العبد، ووقوع ذلك من المؤمن أعظم من وقوعه من غيره.

وغيرة الله -تعالى- من جنس صفاته التي يختص بها، فهي ليست مماثلة لغيرة المخلوق، بل هي صفة تليق بعظمته، مثل الغضب، والرضا، ونحو ذلك من خصائصه التي لا يشاركه الخلق فيها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015