لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج

فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فقال: إنما هو جبريل".

وأخرجه ابن مردويه بسند مسلم، فقال: "أنا أول من سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن هذا، فقلت: يا رسول الله، هل رأيت ربك؟ فقال: "لا، إنما رأيت جبريل منهبطاً" (?) .

قلت: أعجب من كلام النووي ما قاله ابن خزيمة -رحمه الله- فإنه ذكر هذا الحديث بعينه - أعني قول عائشة-: "أنا سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - عن هذا، قال: "رأيت جبريل نزل في الأفق، على خلقه، وهيئته، ساداً ما بين الأفق" ثم بعد أسطر قال: "إن عائشة لم تحك أن النبي -صلى الله عليه وسلم - أخبرها أنه لم ير ربه" (?) .

فهذا ونحوه هو ما غر النووي -رحمه الله- ودعاه إلى رد قول عائشة من غير تأمل للأدلة؛ والله المستعان.

وكثير من العلماء يذكر الخلاف في أن النبي -صلى الله عليه وسلم - رأى ربه ليلة المعراج، "وليس في الأدلة ما يقضي بأنه رآه بعينه، ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة صريحاً، ولا في الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل، كما في "صحيح مسلم"، عن أبي ذر، قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه" (?) .

وقد قال -تعالى-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} (?) ، ولو كان قد رأى ربه بعينه لكان ذكر ذلك أولى، وكذلك قوله -تعالى-: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (?) ، ولو كان رآه لكن ذكر ذلك أولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015