وشهد القادسية، وتوفي في زمن عثمان بن عفان. والضمير في «هنّ» و «ينتظرن» يعود لأتن الوحش، جمع أتان. والضمير في «قضاءه»، و «أمره» للحمار. و «الضامز»: الساكت عن النهيق. يشبّه راحلته بحمار وحش يطلب ماء في شدّة القيظ، معه أتنه.

وقوله: «وقوف»، جمع واقف. وكان يجب أن يقول: واقفات أو وقف، وربما حمل التذكير على معنى الشخص، أو لأنّ الجمع يذكّر ويؤنّث، أو المعنى: وهنّ ذات وقوف، فحذف المضاف، فيكون الوقوف مصدرا. و «قضاءه»: مصدر مضاف إلى فاعله، و «أمره»:

مفعوله، وهو من قضيت حاجتي، أي: بلغتها ونلتها. والضاحي من الأرض: الظاهر البارز. والعذاة: الأرض الطيبة التربة، الكريمة النبت.

وفي البيت فصل بالجار والمجرور بين المصدر ومنصوبه إذا جعلنا «بضاحي»، متعلق ب «وقوف» أو «ينتظرن»، وعلى هذا يكون «أمره» منصوب بفعل مقدر.

وعند ابن هشام: أنّ الباء متعلقة بقضائه، لا بوقوف ولا ينتظرن؛ لئلا يفصل بين «قضاءه» و «أمره» بالأجنبي، ولا حاجة إلى تقدير فعل ينصب «أمره».

وجملة «ينتظر»: حال من الضمير في «وقوف» أو صفة له. وجملة «وهو ضامز»:

حال أيضا. [شرح أبيات المغني/ 7/ 164].

4 - وكلّ خليل غير هاضم نفسه … لوصل خليل صارم أو معارز

البيت للشماخ، والهضم: الظلم. والصارم: القاطع، وهو خبر «كلّ». والمعارز:

المنقبض، يقول: كل خليل لا يهضم نفسه لخليله، فهو قاطع لوصله، أو منقبض عنه.

والشاهد: أجرى «غير» على «كل» نعتا لها؛ لأنها مضافة إلى نكرة، ولو أجرى «غير» على المضاف إليه المجرور لكان حسنا، [سيبويه/ 1/ 271].

5 - لا درّ درّي إن أطعمت نازلكم … قرف الحتيّ وعندي البرّ مكنوز

... البيت للشاعر المتنخّل الهذلي، وقوله: لا درّ دري، أي: لا كثر خيره ولا زكا عمله. والنازل: الضيف. والحتي: سويق الدوم. وقرفه: قشره، يريد اللحمة التي على عجمه. والقرف والقرفة: القشرة، يقول: لا اتّسع عيشي إن

آثرت نفسي على ضيفي بالبرّ وأطعمته قرف الحتي. والشاهد: رفع «مكنوز» على الخبرية للبر، مع إلغاء الظرف «عندي»،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015