يا غائباً قد قضى مولاي فرقته ... فصار مني بعد القرب مبتعدا

إن أنيس الموت من لقياك ياولدي ... فصار مني بعد الموت مبتعدا

فقال لي أمير المؤمنين: يا أخي هذا ولدي وكان معي قبل ولايتي الملك، يزور العلماء ويجالس الصالحين، فلما وليت الملك نفر عني وتباعد، وطلب العزلة، فقلت: لأمه هذا ولدي منقطع إلى الله تعالى، ولابد من أن تصيبه الشدائد، ادفعي له هذه الياقوتة ليجدها وقت الاحتياج إليها فدفعتها إليه، وعزمت عليه أن يمسكها فغاب عنا حديثه إلى أن رمى إلينا دنيانا، ولقى الله عز وجل تقياً نقياً، ثم قال يا أخي: أرني قبره فخرجت معه إليه فبكى طويلاً عليه، فسألني الصحبة فقلت يا أمير المؤمنين لي في ولدك عظة وعبرة.

شعر في المعنى:

أنا الغريب فلا آوي إلى أحد ... أنا الغريب وإن أمسيت في بلدي

أنا الغريب فلا أهل ولا ولد ... وليس لي أحد يأوي إلى أحد

هكذا هذه الحكاية في زهر الكمام، ونقلها في صفوة الصفوة على وجه آخر، قال: إنه أصح الأوجه المروية، وبين وجهاً آخراً بعده خلاف ما ذكره صاحب زهر الكمام، وبين أن اسم هذا الشاب كان «أحمد» وإنه مشهور «بالسبتي» .

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015