وظهر مصداق ذلك في نزول الحسن لمعاوية عن الأمر بعد موت أبيه علي، واجتمعت الكلمة على معاوية، وسُمِّي عام الجماعة، وذلك سنة أربعين من الهجرة، فسمَّى الجميع مسلمين، وقال تعالى: {وَإِنْ بb$tGxےح¬! $sغ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} (?) .

فسماهم مؤمنين مع الاقتتال، ومن كان من الصحابة مع معاوية يقال: إن لم يكن في الفريقين مائة من الصحابة -والله أعلم- فجميعهم صحابة، فكلهم عدول، فهم عدول كلهم.

وأما طوائف الراوفض، وجهلهم وقلة عقلهم، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشرة صحابيا، وسمُّوهم، فهو من الهذيان بلا دليل، إلا مجرد الرأي الفاسد عندهم، وهو متبع، وهو أقل من أن يُرد، والبرهان على خلافه أظهر وأشهر مما عُلم من امتثالهم.

وأمره بعده -عليه الصلاة والسلام-، وفتحهم الأقاليم والآفاق، وتبلغيهم عنه الكتاب والسنة، وهدايتهم الناس إلى طريق الجنة، ومواظبتهم على الصلوات والزكوات وأنواع القربات في سائر الأحيان والأوقات، مع الشجاعة والبراعة والكرم والإيثار، والأخلاق الجميلة التي لم تكن في أمة من الأمم المتقدمة، ولا يكون أحد بعدهم مثلهم في ذلك، فرضي الله عنهم أجمعين، ولعن من يتهم الصادق ويصدق الكاذبين. آمين يا رب العالمين.

وأفضل الصحابة، بل أفضل الخلق بعد الأنبياء -عليهم السلام- أبو بكر عبد الله بن عثمان أبي قحافة التيمي، خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسُمِّي بالصدّيق لمبادرته إلى تصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل الناس كلهم.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ? ما دعوت أحدا للإيمان إلا كانت له كبوة، إلا أبا بكر؛ فإنه لم يتلعثم ?.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015