لهم: لا يلقبنكم في مكروه عمر لأجل تعرضه لي، أي امنعوه من هجائي حتى تأمنوا أن ألقيكم في بلية، ونهاهم أن يلقيهم عمر.

والإلقاء ليس من فعلهم إنما هو من فعل عمر، لأن معنى هذا وأشباهه معروف، ويراد به أنكم قادرون على كف عمر أن يجلب عليكم ما تكرهون، فإذا تركتم نهيه

عن ذلك فكأنكم قد اخترتم ما فعل، وكأنكم أنتم الفعلون بترككم لكفيه فنهاهم أن يفعل عمر، لأجل هذا المعنى.

اسم (كان) ضمير الشأن

قال سيبويه في: باب الإضمار في ليس وكان: لو قلت: كانت زيد الحمى تأخذ، أو تأخذ الحمى، لم يجز وكان قبيحا. ومثل ذلك في الإضمار قول العجيز السلولي:

(إذا متُّ كان الناسُ صِنفان: شامتٌ ... وآخرُ مًثْنٍ بالذي كنتُ أصنعُ)

بلى سوفَ تبكيني خصومٌ ومجلسُ ... وشُعْتٌ أهينو حضرة الدارِ رِجُوعُ

الشاهد في البيت الأول، إنه جعل في (كان) ضمير الأمر والشأن و (الناس) بعد (كان) مرفوع بالابتداء، و (صنفان) خبره، والجملة في موضع خبر كان، و (شامت) بدل من (صنفان) و (آخر) معطوف عليه. كأنه قال: صنفان: صنف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015